الآية ٥ من مزمور١٦ تتحدث ليس عن “قسمه ونصيب” بل عن نصيب قسمة وكأس «الرَّبُّ نَصِيبُ قِسْمَتِي وَكَأْسِي». والفرق هو أن القسمة والنصيب يعبِّران عما عندي، أما الكأس فيعبِّر عما استمتع به فعليًا. لذلك يصف داود تمتعه بالرب الذي جعله ليس فقط مكتفيًا بل فائضًا بالقول «كَأْسِي رَيَّا» (مزمور٢٣: ٥).
وما أسعدنا عندما لا نعرف عن الرب فقط بل عندما نستمتع به فعليًا، وعندما لا نعرف عما لنا فيه فقط بل نمتلك ونستمتع بما امتلكناه. القرب الحقيقي منه ليس حرمانًا من التلذذ بالحياة، كما أراد الشيطان أن يصور للإنسان من البداية، ولا زال يفعل، إنما هو يريد أن يكون هو بذاته نصيبنا الصالح الذي نمتلكه ونستمتع به، وعندها سنجيد الاختيار وسنميز الحقيقي من المزيف.