رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
✞ فـي حـيـاة القـديـس يـوحـنـّا المـعـمـدان إنَّ ما قاله الرب يسوع بشأن يوحنـّا: ماذا خرجتم إلى البرية تنظرون؟ أقصبة تحركها الريح؟ سـؤاله هذا، إنما يأتي لا في سياق التأكيد، بل النفي . فالقصبة تنحني حالما يهب النسـيم. وعلى ما تدل القصبة، إلا على فكر جسداني؟ إذ ما أن يمسّه مدح أو انتقاد حتى ينحني، من هذه الجهة أو تلك. فإن نفخ الفم البشري، نسـيم المديح، يبتهج، ويتغطرس، وينحني إلى أسـفل، كإنما للتعبيـر عن امتنانه. وإنْ عصفـت، ريح الانتقـاد إلى حيـث كان نسـيم المديح ينفـخ، فعلى الفور ينحنـي إلى الجهة الاخرى ، نحو عنف الغضب. أمـا يوحنـَّا، فلم يكـن، قصبـة تحركهـا الريـح، ولا كـان يعتـز بالحـظـوة، ولا كــان يثـور، إزاء أي غضـب؛ إذ، لـم تسـتطيـع النجاحـات أن تُثيـره، ولا الإخفاقـات أن تحبطـه. لا، لم يكـن قصبـة تحركهـا الريـح، سـيمـا، وأن تقلبـات الحيـاة، لـم تثـنِ البتـة اسـتقامته. فلنتعلم إذا، أيهـا الإخوة الأعزاء للغاية، أن لا نكون قصبـة تحركهـا الريـح، ولنوطـّد فكرنـا؛ وإن تعـرض ذهننـا لريـاح الالسـنة الأربـع، فليلبـث راسـخـاً. لا يثيـرنَّ أي انتقاد، غضبنـا، ولا تخضعننـا أية حظوة لدنـاءة امتنـان غير نافـع. لا تشـمخـنَّ بنـا النجـاحـات، ولا تجعلنـنـا الاخفـاقـات نضطــرب، حتـى إذا مـا كُـنـّا ثابتيـن فـي الايمـان، لا نتـأثـر مطلقـاً بتقلـّب الأمـور العابـرة. القديـس غـريغـوريـوس الكبـيـر. |
|