|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
صموئيل يُنبئه بما يتم معه: إذ مُسح شاول بالدهن المقدس ملكًا أنبأه بما سيحدث معه: 1. يذهب إلى قبر راحيل في تخم بنيامين حيث يلتقي برجلين يخبرانه بأن الأتن قد وجدت وأن أباه مهتم بأمره هو والغلام [2]. كان له أن يفخر بهذا السبط، وإن كان قد صار أصغر الأسباط بسبب المذبحة التي وردت في (قض 20: 46). كان يليق به أن يدرك أن بنيامين الذي كان ابن حزن أمه راحيل قد صار ابنًا لليمين بالنسبة لأبيه يعقوب. وهو في هذا يشير إلى السيد المسيح الذي هو ابن حزن أمه -جماعة اليهود- التي رفضته، وقد جلس عن يمين الآب. بمعنى آخر يليق بشاول عند ذهابه إلى قبر راحيل أن يتشبه ببنيامين الذي تمتع بالجلوس عن يمين أبيه حتى وإن أحزن قلوب الكثيرين. لكن للأسف اهتم شاول أن يرضي الناس -أمه- لا الله، فصار من أبناء اليسار لا اليمين. قبر راحيل، يبعد حوالي ميل شمال بيت لحم (تك 35: 16-20) وأربعة أميال من تخم بنيامين الجنوبي. أما صلصح المذكورة هنا [2] فهي غالبًا ما بين قبر راحيل وتخم بنيامين الجنوبي. أعطاه النبي علامة أنه يجيد رجلين عند القبر يخبرانه بأن الأتن قد وُجدت وأن أباه يفتش عن ابنه، لماذا؟ تأكيد مقابلة رجلين ينزع عن شاول الفكر أن ما يحدث هو محض صدفه، إذ يليق به في بداية مسحه ملكًا أن يدرك يد الله الخفية العاملة حتى في الأمور البسيطة. ب. يلتقي بثلاثة رجال في بلوطة تابور [3] صاعدين إلى الله إلى بيت إيل يحملون 3 جداء و3 أرغفة وزق خمر، يسلمون عليه دون أن يعرفوا أمر مسحه ملكًا ويقدمون له رغيفي خبز. ماذا يعني هذا؟ إنهم لا يقدمون له من الجداء لأنه ليس كاهنًا، بل يصعدون بالذبائح إلى بيت إيل إلى بيت الله خلال الكهنة، ولا يقدمون خمرًا لأنها تمثل نوعًا من الترف، إنما يقدمون له رغيفين أي الاحتياجات الضرورية له ولمن معه (هو والغلام). كأنه يليق به كملك ألا يتدخل في الأمور الكهنوتية، ولا يطلب الكماليات إنما يعيش بروح الكفاف ليأكل خبزًا هو ورجاله متفرغًا للعمل لحساب شعب الله. ج. يذهب إلى جبعة الله، إلى أنصاب الفلسطينيين، حيث يلتقي هناك بزمرة الأنبياء، ويحل عليه روح الرب فيتنبأ معهم [5-6]. يعتبر صموئيل هو مؤسس مدرسة الأنبياء، التي منها نشأ نظام المجمع اليهودي Synagogue System ليمدهم بالتعليم الحاخامي وبقيادات للمجمع (راجع أع 3: 24؛ قارن 1 صم 10: 5 مع 19: 20) . يلتقي بالأنبياء نازلين من المرتفعة وأمامهم رباب ودف وناي وعود وهم يتنبأون، أي يسبحون الرب بفرح وتهليل [5]. يمكننا القول بأن شاول - كأول ملك لإسرائيل - تعلم بعد مسحه مباشرة المبادئ الأساسية التالية لينجح في حكمه: أ. أن يموت عن الأمور الزهيدة (زيارته قبر راحيل) وعدم انشغاله بالأتن الضائعة. ب. أن يصعد مع الرجال الثلاثة بقلبه إلى بيت الرب ينعم بالذبيحة (3 جداء) والطعام الروحي (الخبز) وحياة الفرح (زق الخمر). ج. ألا يتعدى حدوده، فلا يمارس العمل الكهنوتي بتقديم ذبائح. د. أن يكتفي بالضروريات له ولرجاله (أخذ رغيفين) ولا يطلب الكماليات (لم يأخذ خمرًا). ه. أن يلتقي بزمرة الأنبياء يشاركهم فرحهم وعبادتهم ويقبل مشورتهم، فلا يمارس عملًا دون طلب صلواتهم عنه. بعد أن قدم صموئيل هذه العلامات الثلاث التي حوت دستور الحياة الناجحة لملوك إسرائيل، قال له: "فيحل عليك روح الرب فتتنبأ معهم وتتحول إلى رجل أخر" [6]. هذه هي عطية الله العظمى، يهبنا روحه القدوس - واهب العطايا - يسكن فينا فنعبده (نتنبأ) وتتجدد طبيعتنا. من الذي يغير شاول من رجل فلاح وراعي غنم بسيط إلى ملك مقتدر يهتم بألوف شعب الله عوض الأتن والحقل إلا روح الله القدوس؟ هكذا بعمل الروح القدس تتجدد طبيعتنا في مياه المعمودية، ونتمتع بالتقديس المستمر حتى نحمل صورة مسيحنا ملك الملوك. * الروح القدس هو قوة التقديس. * دُعي روح القداسة لأنه يقدم القداسة للكل. * كل صلاح بشري... يوهب خلال الروح القدس. * من يقتني الطهارة فعلًا على مستوى بشري ويذهب ليغتسل في معمودية الله... يقدر الروح القدس أن يجعل منه مسكنًا له، وتكون قوته العلوية كثوب له. العلامة أوريجانوس * هذه هي نعمة الاستنارة (المعمودية) أن شخصياتنا لا تبقى كما كانت عليه قبل نوالنا الحميم.* إذ نعتمد نستنير، وإذ نستنير نصير أبناء، وكأبناء نصير كاملين، وككاملين نضحى غير مائتين، كم قيل: "أنا قلت إنكم آلهة وبنو العلي كلكم" (مز 82 (81): 6). القديس أكليمندس الإسكندري |
|