رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تعب المحبة نَشْكُرُ اللهَ كُلَّ حِينٍ مِنْ جِهَةِ جَمِيعِكُمْ ... مُتَذَكِّرِينَ بِلاَ انْقِطَاعٍ ... وَتَعَبَ مَحَبَّتِكُمْ ( 1تسالونيكي 1: 2 ، 3) تعب المحبة هو كل ما أُظهر من محبة للمسيح، واحتمال الآلام والشدائد من أجل اسمه. فآلام الحياة المسيحية ليست من قبيل الواجب، بل المسيحية هي شخص نخدمه مِن أجل شخصه، وأيضًا من أجل محبته؛ ربنا المعبود يسوع المسيح. وعندما نكون في روح الطاعة والمحبة الوفية له، نجد أنفسنا في دائرة الحرية، ونختبر حلاوتها، ويضع الله مُصادقته على أبسط أعمالنا وأصغرها، ويُقدِّر الفِلسين بأنهما أكثر مِن عطايا الجميع، وأي دافع للمكسب الشخصي مِن أي نوع يبدو رخيصًا ووضيعًا. وتستطيع المحبة للمسيح أن تُخرج منَّا خدمة حقيقية صادقة، لها ثمار أبدية، يعجز كل العالم عن تحقيقها. ولقد أُعطيت لنا هذه المحبة لنخدم بها بعضنا بعضًا، وهي جديرة بأن نجعلها الأساس والتاج لكل عمل نقوم به «وعلى جميع هذه (الفضائل) البسوا المحبة». فالمحبة الإلهية دائمًا تحمي عملها، وتستره عن المظهرية، ولا تقبل أبدًا أن أبواق المُرائين ترافق عملها. إنها تحفظ عملها، وتُضفي عليه كمالاً، لأنها «هي رباط الكمال». إن المحبة التاعبة المُجتهدة تسعَد عندما تصل إلى غرضها، وتجد لذَّتها في يوم الخدمة الطويل، وتجد راحتها في راحة مَنْ تخدمهم. إنها تعمل وتتعب «ما دام الوقت يُدعى اليوم»، وتستمد طابعها وطاقتها وتدفقها من مصدرها الذي قال: «أبي يعمل حتى الآن وأنا أعمل» ( يو 5: 17 ). إن المحبة تبحث عن غرض تخدمه؛ تُسافر وتتعب، تتأنى وتصبر، وتجد شبعها في عمل مشيئة الآب ( يو 4: 34 ). بل إنها أيضًا تخرج إلى كل العالم، وتَكرز بالإنجيل للخليقة كلها «نطلب عن المسيح: تصالحوا مع الله» ( 2كو 5: 20 ). لقد جنَّدت المحبة ”أُنِيسِيفُورُس“ فبحث عن الرسول بولس في رومية «طَلَبَني بأوفَر اجتهاد فوجَدني» ( 2تي 1: 16 ، 17). وهكذا تعب ”أَبَفْرُودِتُس“ كثيرًا «فإنه مَرِضَ قريبًا من الموت»، لكي يوِّصل خدمة المحبة إلى الرسول بولس ( في 2: 25 -30). وعندما أرسل الرسول بولس تسليماته إلى المؤمنين في رومية، يذكر معها أتعاب المحبة فيقول: «سلِّموا على مريم التي تعبت لأجلنا كثيرًا ... سلِّموا على تريفينا وتريفُوسا التاعبتين في الرب. سلِّموا على برسيس المحبوبة التي تعبت كثيرًا في الرب» ( رو 16: 6 ، 12). «تعب محبتكم» ... كم هو كريم في عيني الرب! ويا للمكافآت! لقد تعبت الشونمية، وخدمت بالمحبة رجل الله أليشع، فكان لها أن ترى قدرة الله في قيامة ابنها، فسجدت واحتضنت ابنها حيًّا. |
|