![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() إِذْ لَمْ تَأْخُذُوا رُوحَ الْعُبُودِيَّةِ .. لِلْخَوْفِ، بَلْ أَخَذْتُمْ رُوحَ التَّبَنِّي الَّذِي بِهِ نَصْرُخُ: يَا أَبَا الآبُ ( رومية 8: 15 ) كثيرًا ما نقرأ عن كلمة الأبوَّة مرتبطة بالله، فنقرأ عن «أبا الأبدية» ( إش 9: 6 )، «أبو المجد» ( أف 1: 17 )، «أبي الأنوار» ( يع 1: 17 ) .. إلخ، ولكن هذه، وإن كنا نجد فيها كلمة ”الأبوَّة“، لكنها لا تعكس مشاعرها. فعندما يُقال عن الابن إنه: «أبًا أبديًا»، فهي في الأصل «أبا الأبدية»، أي أنه أب لكل الدهور، وهو أكبر وأعَّم وأشمل منها، وهذا يعكس لنا سرمديته. وعندما يكتب عن «إله ربنا يسوع المسيح»، أنه «أبو المجد»، فهو يقصد أنه صاحب المجد. وعندما يُقال عن الله إنه «أبو الأنوار»، يقصد أنه هو خالقها، سواء كان «النور الأكبر لحكم النهار، والنور الأصغر لحكم الليل» ( تك 1: 16 ). لكنني أكتب عن أبوَّة الله، بمعنى أن الله العظيم، عظمة منقطعة النظير، صاحب مناظر الجلال المُرهِب الذي ”يصعد دخانٌ من أنفهِ، ونارٌ من فمهِ تأكل ... الذي يطأطئ السماوات وينزل، وضبابٌ تحت رجليهِ“ ( مز 18: 8 ، 9)، هو في الوقت ذاته أب لنا، بل ويحمل لنا القلب الأبوي الذي منه ينسَاب نحونا كل أنهار الحب التي من شأنها أن تجعلنا نهرَع إلى حضنهِ الأبوي، ناهلين بلا توقف من صفاءِ نهر مشاعرهِ. |
![]() |
|