رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لمحة من الجلجثة فقال يسوع: يا ابتاه، اغفر لهم، لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون ( لو 23: 34 ) يا له مشهداً مؤثراً حقاً لكل الخليقة!! فها هو الله السرمدي المجيد، الخالق العظيم بذاته وقد أتى في صورة إنسان، وها هو الآن مُعلَّق على خشبة الصليب يكتنفه العار والخزي والخجل! في البداية احتقرته الجموع (وشتمته)، وصرخت مُطالبة بصلبه، لكن هذه الجموع سمعت ما لم تتوقع أن تسمعه على الإطلاق؛ سمعت كلماته المترافعة الغافرة "يا أبتاه، اغفر لهم، لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون". هذه الكلمات التي لا بد وأنها قد أثّرت على قلوب كثيرة فأيقظتها. وقد كان لخضوعه الهادئ في احتمال الآلام التي واجهها من البشر، رسالة موجهة لكل إنسان، رسالة تتكلم بقوة لأي قلب مُخلِص ومُنصِت. ومَنْ يمكنه أن ينسى تلك الظلمة الكثيفة التي لفت وجه الأرض وحتى الساعة الثالثة (بعد الظهر)؛ في علامة مهيبة على تداخل الله في المشهد، الأمر الذي من المؤكد أنه أدّى إلى أفكار مُرعبة لدى البعض؟! وبعدها مباشرة صرخ الرب بصوت عظيم قائلاً: "قد أُكمل"! مما أدهش منفذي الحكم، فقد كانوا يعلمون أن موت الصليب بصفة خاصة يستنفذ كل قوة جسدية، ومن المستحيل أن يتمكن المصلوب من الصراخ بهذه القوة بعد مرور كل تلك الساعات، الأمر الذي أقنع قائد المئة أنه بالحقيقة كان "ابن الله". واللواتي تبعنه من الجليل ـ كن واقفات على مقربة من الصليب، ومُعاينات لهذه الأمور كلها. وأية أفكار تلك التي ملأت قلوبهن، من الحزن والأسى المُفجع معاً، مع التقدير والسجود للشخص العظيم الذي بموته ـ وبخلاف جميع البشر ـ كان هذا التأثير، وكانت هذه النتائج غير المحدودة. الجلجثة هي مكان إعلان: أعظم مأساة للعالم، فهناك صُلب رب المجد. أعظم نُصرة: إذ هناك أُبعدت الخطية وقُهر الشيطان، وانهزم الموت. أعظم محبة: "لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد". فما أمجد نُصرة الصليب، ففي جراح المسيح هناك شفاؤنا، وفي تعبه راحتنا، وفي جهاده نُصرتنا، وفي تأوهاته ترنيمنا، وفي أحزانه أفراحنا، وفي العار الذي كسر قلبه مجدنا، وفي موته حياتنا، وفي آلامه خلاصنا. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
من كان معه في الجلجثة ...؟ |
الجلجثة |
رجل هندي متزوج لمدة 17 عام، قام بحبس زوجته داخل المرحاض لمدة عام ونصف |
هيا معى الى الجلجثة |
نحو الجلجثة |