يذكرنا بالإحسان الذي عمله الملك داود مع مفيبوشث المسكين (٢صموئيل٩)، إذ استضافه الملك على مائدته، بالرغم من أن مفيبوشث أعرج من رجليه كلتيهما، وكان عدوًا للملك، بل وهاربًا من وجهه. فاستدعى الملك داود مفيبوشث وأجلسه على مائدته بعد أن وعده «فَقَالَ لَهُ دَاوُدُ: “لاَ تَخَفْ. فَإِنِّي لأَعْمَلَنَّ مَعَكَ مَعْرُوفًا مِنْ أَجْلِ يُونَاثَانَ أَبِيكَ، وَأَرُدُّ لَكَ كُلَّ حُقُولِ شَاوُلَ أَبِيكَ، وَأَنْتَ تَأْكُلُ خُبْزًا عَلَى مَائِدَتِي دَائِمًا”» (٢صموئيل٩: ٧). ما أحلى النعمة التي حوَّلت شخصًا مطاردًا قال عن نفسه للملك: «مَنْ هُوَ عَبْدُكَ حَتَّى تَلْتَفِتَ إِلَى كَلْبٍ مَيِّتٍ مِثْلِي؟» (٢صموئيل٩: ٨)، إلى أحد الجالسين على مائدة الملك ليأكل معه دائمًا.