رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ويفعل الملك كإرادته ويرتفع ويتعظَّم على كل إله، ويتكلَّم بأمورٍ عجيبةٍ على إله الآلهة، وينجح إلى إتمام الغضب لأن المقْضي به يُجرَى. ولا يُبالي بآلهة آبائه، ولا بشهوة النساء، وبكل إله لا يبالي، لأنه يتعظَّم على الكل" [36-37]. اختلف اليهود في تفسيرهم للنص السابق، فالبعض ظن أن الملاك يتحدث عن أنطيوخس إبيفانس وآخرون ظنوا أن الحديث هنا عن الرومان مثل فسبسيان وابنه تيطس، أو الدولة الرومانية ككل. أما آباء الكنيسة فرأوا أن الحديث هنا عن ضد المسيح وليس عن أنطيوخس، لأن ما ورد بعد ذلك لا ينطبق عليه. وإن كان البعض رأى أن الحديث عن الدولة الرومانية المتشامخة، التي أقام بعض الأباطرة أنفسهم آلهة، وطلبوا من الشعب السجود لتماثيلهم وصورهم. يضع هذا الشخص السالك بإرادته الذاتية فوق كل شيء مثل لوسيفور (إش 14: 13-14)، حتى فوق الله نفسه. يمثل تمجيد لذاته، الأمر الذي يقاومه الإيمان المسيحي. ينسب لنفسه كرامات إلهية وينطق بعجائب (تجديفات) ضد الله، إله الآلهة. إذ قيل أنه لا يبالي بإله آبائه، هذا دعي البعض بالقول أن ضد المسيح سيكون يهوديًا جاحدًا للإيمان. ما جاء هنا عن ضد المسيح بكونه حاكمًا يعيد إقامة الدولة الرومانية وأنه يقاوم اليهود جعل البعض يظنون أنه مسيحي جاحد الإيمان. الكلمة العبرية "إله آبائه" هيElohim وهي التي تترجم آلهة بهذا يظن أنه يحتقر كل الديانات التي لآبائه. الإله الوحيد الذي يؤمن به هو القوة والعنف، إله القدرة العسكرية. أما "شهوة النساء" فكما يقول القديس جيروم: [إنه يوجد تفسيرين لهذا التعبير، أما أنه يُقصد به طلب شهوة النساء أو جحد هذه الشهوة كما سيفعل ضد المسيح الذي سيتظاهر بالعفة لكي يخدع الكثيرين. يرى البعض أنها تُشير هنا إلى رغبة اليهوديات أن يحبلن بالمسيَّا. وربما تعني أنه لا يبالي بالنساء ورغباتهن. يُقال أن هتلر كان من هذا النوع. في القرن السادس عشر وُجد رأيان رفضهما كالفن، الأول هو أن المقصود هنا هو "البابا" إذ جاء في الفصل السابع من المجلد الأول للمجامع قوانين البابا Siricius حيث قيل إن الذين في الجسد لا يسرُّون الله، حاسبين أن الزواج أقرب إلى الزنا. أما الرأي الثاني فهو الرغبة في النساء حيث يُسمح للشخص بالارتباط بأكثر من زوجة شرعيًا. ويرى البعض أن الحديث هنا عن الأباطرة الرومان الذين اشتهروا بكراهيتهم لزوجاتهم ولجنس النساء بوجه عام. يقول القديس جيروم: [إن النص هنا ينطبق على ضد المسيح وليس على أنطيوخس لأن الأخير حاول أن يُلزم اليهود والسامريِّين أن يُعيِّدوا لآلهته، وأنه أقام تماثيل لآلهة اليونان، أما ضد المسيح فهو لا يبالي بآلهة آبائه، بل يُقيم نفسه إلهًا. |
|