رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هدف الراعي: الميزة الثالثة للراعي الصّالح هي هدفه الحَياةُ. "السَّارِق لا يأتي إِلاَّ لِيَسرِقَ ويَذبَحَ ويُهلِك. أَمَّا أَنا فقَد أَتَيتُ لِتَكونَ الحَياةُ لِلنَّاس وتَفيضَ فيهِم". ويسوع يسمي نفسه بالراعي الصّالح الذي يبذل نفسه عن الخِراف (يوحنا 10: 11) ويستلزم المخاطرة في حياته عندما يقترب الخطر، فقد جاء لكي "تكون لهم حياة "(يوحنا 10: 10)، إنه يخلِصّ من الموت ومن كل ما من شأنه أن يُدمّر الإنسان، "فإِنَّ اللهَ لَم يُرسِلِ ابنَه إلى العالَم لِيَدينَ العالَم بل لِيُخَلِصّ بِه العالَم " (يوحنا 3: 17). إذا نال التلميذ الخلاص، وجد الأمان والحرية "تَعرِفونَ الحَقّ: والحَقُّ يُحَرِّرُكُم" (يوحنا 8: 32). والراعي الِصّالح يعرف خاصته، وبفضل المعرفة المتبادلة بينهم (يوحنا 10: 14) فانه يرضى ان يضحي بنفسه من أجلها (يوحنا 10: 15). قد تكون حظائر كثيرة ولكن لا يمكن ان يكون الاّ قطيع حقيقي واحد. وإن القطيع الواحد الذي جمعه يسوع هكذا يظلّ موحّداً إلى الأبد، لأن محّبة الآب القدير هي التي تحفظه وتكفل له الحَياةُ الأبدية (يوحنا 10: 27-30). أمّا السَّارِق فيسعى إلى التبديد والتدمير، وهدفه استغلال الآخرين وإهلاكهم، وأمّا الراعي الأجير فيرعى القطيع لأغراض نوال الأجرة، يهجر القطيع عند اقتراب الخطر (يوحنا 10: 12) فإنه لا يهتم بالقطيع لان الخِراف ليست لخاصا له " أَمَّا الأجير فهو "لَيسَ بِراعٍ ولَيستِ الخِراف له فإِذا رأَى الذِّئبَ آتياً تَركَ الخِراف وهَرَب فيَخطَفُ الذِّئبُ الخِراف ويُبَدِّدُها" (يوحنا 10: 13). ولذا يقع القطيع فرسة للذئاب. وخلاصة القول، إنَّ لقب "الراعي الِصّالح" جاذبيته الخاصة لدى المسيحيين عبر الأجيال وأصبح موضوع الراعي الصّالح من اهم المواضيع الايقونوغرافية في المسيحية الناشئة. كما أن قطيع الغنم لا يقدر أن يواجه الحَياةُ بدون راعيه، هكذا يشعر المسيحيون في مواجهة الشر والعالم الشرير بحاجة إلى الراعي الإلهي الذي يحفظهم من الشر ويُشبع كل احتياجاتهم، ويقودهم إلى المراعي السماوية. |
|