رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"حينئذٍ تحيَّر نبوخذنصَّر الملك، وقام مُسرعًا، فأجاب وقال لمُشيريه: ألم نُلقِ ثلاثة رجال مُوثقين في وسط النار؟ فأجابوا وقالوا للملك: صحيح أيها الملك. أجاب وقال: ها أنا ناظر أربعة رجال محلولين يتمشون في وسط النار ومابهم ضرر، ومنظر الرابع شبيه بابن الآلهة. ثم اقترب نبوخذنصَّر إلى باب أتون النار المتقدة وأجاب فقال: يا شدرخ وميشخ وعبدنغو، يا عبيد الله العلي، اُخرجوا وتعالوا. فخرج شدرخ وميشخ وعبدنغو من وسط النار. فاجتمعت المرازبة والشحن والولاة ومشيرو الملك ورأوا هؤلاء الرجال الذين لم تكن للنار قوة على أجسامهم، وشعرة من رؤوسهم لم تحترق، وسراويلهم لم تتغيَّر، ورائحة النار لم تأتِ عليهم. فأجاب نبوخذنصَّر وقال: تبارك إله شدرخ وميشخ وعبدنغو الذي أرسل ملاكه وأنقذ عبيده الذين اتكلوا عليه، وغيَّروا كلمة الملك، وأسلموا أجسادهم لكيلا يعبدوا أو يسجدوا لإله غير إلههم. فمنيَّ قد صدرَ أمر بأن كل شعبٍ وأمةٍ ولسانٍ يتكلَّمون بالسوء على إله شدرخ وميشخ وعبدنغو فإنهم يصيرون إربًا إربًا، وتجعل بيوتهم مزبلة، إذ ليس إله آخر يستطيع أن يُنجي هكذا. حينئذٍ قدم الملك شدرخ وميشخ وعبدنغو في ولاية بابل" [24-30]. كان للأتون باب جانبي، وقف عنده الملك من بعيد ليراهم وهم يُلقون، الواحد تلو الآخر، وينظرهم وهم يحترقون. لكن ماذا رأى؟ أولًا: زكتهم النيران في عينيْ الله وعينيْ الملك، فظهر شبيه بابن الله يمجدهَم. ثانيًا: حلَّت النيران القيود الحديدية ولم تؤثر في ثياب الفتية. ثالثًا: بينما مات بعضًا من الجند الذين ألقوا الفتية بسبب شدة الحرارة كان الفتية يتمشون. رابعًا:تحولت النيران إلى ندى، وربما اشتهى الملك أن يتمتع بما يتمتعون به، لكنه لم يستطع الدخول إليهم، إنما ناداهم ليخرجوا إليه. لم يخرج الفتية من الأتون بل كانوا يتمشون، حتى صدر لهم الأمر من الملك. أنهم مطيعون له في الرب. لقد عرف الكلدانيُّون قصة إلقاء الثلاثة فتية في الأتون. لقد صاروا شهادة حية، في ولايات بابل أمام الكل، عن الله مخلص أتقيائه وقوة الالتجاء إليه. ولكن ماذا فعل الملك بخصوص أبديته؟! |
|