هو نبي انشغل بالإدارة، لكنه عرف كيف لا يمزج بينها وبين عمله الروحي النبوي، إذ لم يفقده مركزه الإداري نظرته السماوية واهتمامه بخلاص نفسه وخلاص شعبه، بل وخلاص الملوك الذين تعامل معهم. لم يمنعه كرجل دولة عظيم له مكانته في أكبر إمبراطورية في ذلك الحين، وهي وثنية، من أن يشهد لله الحقيقي ويحفظ شريعته، لا بتهور وعنف بل بروح الحكمة والحب والشجاعة.