![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() شخصية دانيال الفريدة: هو نبي انشغل بالإدارة، لكنه عرف كيف لا يمزج بينها وبين عمله الروحي النبوي، إذ لم يفقده مركزه الإداري نظرته السماوية واهتمامه بخلاص نفسه وخلاص شعبه، بل وخلاص الملوك الذين تعامل معهم. لم يمنعه كرجل دولة عظيم له مكانته في أكبر إمبراطورية في ذلك الحين، وهي وثنية، من أن يشهد لله الحقيقي ويحفظ شريعته، لا بتهور وعنف بل بروح الحكمة والحب والشجاعة. خدم شعبه، لكن لا بروح التعصب، بل بروح القداسة والاتضاع، مع الحب لكل الشعوب. سندهم في أرض السبي حيث نال نعمة في أعين الملوك، كما فتح أبواب الرجاء أمام الشعب المسبي، بل وأمام كل الأمم. هو الرائي الذي كان ينظر إلى المستقبل بعمل روح الله فيه، وهبه الله الكثير من الرؤى. هو أب التاريخ الأممي، سجل لنا نبوات دقيقة عن الممالك التي تتعاقب خلال خطة الله. سفر دانيال هو السفر الوحيد في العهد القديم الذي تنبأ بالتفصيل عن ملوك وممالك حدد بعضها بالاسم مثل فارس واليونان. هو نبي الأحلام والرؤى الذي تمتع بعطيةٍ إلهيةٍ وحكمةٍ سماويةٍ وفهمٍ فائقٍ. هو النبي الذي حدد أزمنة لأحداث الخلاص ونهاية العالم، وانشغل بأزمنة الأمم. لقبه السيد المسيح بـ"دانيال النبي" (مت 24: 15). وبسبب كثرة نبواته إذ بلغت حوالي الستين كان سفر دانيال أكثر أسفار العهد القديم قراءة ودراسة في الكنيسة المسيحية. رجل الحكمة، أشار إليه معاصره حزقيال مع نوح وأيوب كأتقى رجال الله (حز 14: 14، 20)، وأيضًا كأحد أحكم الرجال. ضرب به الوحي الإلهي المثل في ذلك، إذ قال الله لملك صور: "هل أنت أحكم من دانيال؟ سرّ ما لا يخفي عليك" (حز 28: 3). وُهب عطية تفسير الأحلام بروح الله، وكما يقول الملك الوثني: "إنيّ أعلم أن فيك روح الآلهة القدوسين ولا يعسر عليك سرّ" (دا 4: 9). يذكر المؤرخ اليهودي يوسيفوس أن دانيال كان حاذقًا في المعمار، وأنه هو الذي صمم مبنى برج شوشن المشهور في فارس حيث كان ملوك فارس يقطنون. |
![]() |
|