موت المسيح من وجهة النظر هذه فيه عزاء كثير لكثيرين من المظلومين والمسحوقين، حسب الظاهر يحصدون الريح، ونصيبهم التعيير والتجريح، هؤلاء لهم في آلام المسيح عزاء لأنهم ليسوا أسوأ منه حالاً.
من خلال هذه المآسي الفاحصة، والمظالم القاسية الساحقة، حازَ المسيح أروَع نصر، أكثر كثيرًا ممَّا لو جرَّد اثني عشر جيشًا مُظفرًا لينتزع النصر في أشرس المعارك. فهو الأسد الغالب الذي أُعطيَ أن يفتح سفر مقاصد الله (رؤ5)، مع أن يوحنا التفت ليرى هذا الأسد الغالب، وإذا به يرى خروفًا قائمًا كأنه مذبوح.
هذا هو طريق المسيح ومسارُه، فطريق النُصرة والانتصار، هو طريق الألم والدم.