رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الراعي الفريد أنا هو الراعي الصالح، والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف ... أما أنا فإني الراعي الصالح، وأعرف خاصتي وخاصتي تعرفني ( يو 10: 11 ، 14) في كِلتا المرتين اللتين ذكر المسيح فيهما عن نفسه بأنه «الراعي» ألحق ذلك مباشرة بالوصف «الصالح» ( يو 10: 11 ، 14)، والصلاح هو أحد صفات الله الرائعة، إنها جوده وعطائه المستمر. والمسيح بذلك يتميز عن ستة رعاة ذُكروا في الوحي من قبله، ويتفوق عليهم جميعًا كالسابع أو قُل: كمَن حوى كل الكمال وبكل جمال، ويمكننا تتبع أربعة مميزات رئيسية لخدمة هذا الراعي الفريد. (1) رعاية صالحة: حتى أنه أعلن استعداده لأن يبذل نفسه عن الخراف، وقد فعل. وفي هذا يتميز في رعايته عن الكل. عندما أتوا ليقبضوا عليه في البستان، يذكر الوحي في ذات الإنجيل أنه بحث عن حماية خرافه أولاً «إن كنتم تطلبونني فدعوا هؤلاء يذهبون» ( يو 18: 8 ) فأي صلاح هذا؟ وأي عطاء هذا؟ لقد قَبِلَ أن يُضرب عنا كالراعي (انظر زك13: 7). (2) رعاية كاملة: كثيرًا ما نسمع عن برامج ما يسمونه ”الرعاية الشاملة“، إلا أن كل هذا بالواقع والاختبار ما هو إلا وَهمْ كبير. أما رعاية الرب لنا، فقد قال عنها داود في مَطلع مزموره الشهير، مزمور الخروف الذي يتحدث عن راعيه «الرب راعيَّ فلا يعوزني شيء» ( مز 23: 1 ). إنه يمكن لأبسط مؤمن وفي أقسى الظروف أن يقول: «لا يعوزني شيء» لأن الرب راعيَّ. (3) رعاية شخصية: تُقدم الكرازة أو التعليم عادة بصفة عامة للجمهور، أما الرعاية فعمل فردي وشخصي. والجميل أن أبرز رُعاة العهد القديم وأنجحهم (يعقوب وداود) كلاهما أقرّ برعاية الرب الشخصية له، وفضل ذلك عليه. فيعقوب في ختام سني غربته الطويلة قال: «الله الذي رعاني منذ وجودي إلى هذا اليوم» ( تك 48: 15 )، وداود أقرّ بأن «الرب راعيَّ» الشخصي والخصوصي. (4) رعاية دائمة: ورعاية الرب لنا ممتدة ومتواصلة بلا انقطاع. ففي الماضي عرفناه كالراعي الصالح الذي بذل نفسه عنا، وفي الحاضر يسير برفقتنا كراعي الخراف العظيم، راعي نفوسنا وأسقفها ( عب 13: 20 ؛ 1بط2: 25)، وفي المستقبل سيظهر كرئيس الرعاة للمكافأة ( 1بط 5: 1 - 4). لقد رعى وهو على الصليب (مز22)، وهو يرعانا ونحن في البرية الآن (مز23)، وقريبًا سيُستعلن الراعي الملك (مز24) ليرى العالم شيئًا فريدًا: قائدًا، وراعيًا صالحًا في الوقت نفسه. |
|