|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
رُفع في المجد ولما قال هذا ارتفع وهم ينظرون. وأخذته سحابة عن أعينهم ( أع 1: 9 ) كان لقيامة المسيح، والتي تبرهنت بظهوره حيًا للتلاميذ عِدَّة مرات، أروع أثر في نفوسهم. وفي نهاية الأربعين يومًا بعد قيامته «أخرجهم خارجًا إلى بيت عنيا، ورفع يديه وباركهم. وفيما هو يباركهم، انفرد عنهم وأُصعد إلى السماء» ( لو 24: 50 ، 51). لقد ظلت عيونهم مرفوعة ومتعلقة به حتى جاءت السحابة وأخذته عن أعينهم. وماذا كانت مشاعرهم في هذه اللحظات؟ إنهم على الأرض لن يروه ثانيةً. وما كانوا يدركون إلا قليلاً جدًا عن المجد الذي ارتقى إليه، والعرش الذي جلس عليه، والكرامة والسلطان والقوة التي أُعطيت له. ومع ذلك فقد سجدوا له، ورجعوا إلى أورشليم بفرحٍ عظيم. قبل ذلك ملأ الحزن قلوبهم عندما سمعوا أنه سيتركهم ويمضي إلى الآب عن طريق الصليب. فقد علَّقوا آمالهم عليه باعتباره المسيا المزمع أن يفدي إسرائيل من أعدائهم ويملك عليهم. أما الآن فقد رجعوا بفرحٍ عظيم في انتظار تحقيق الوعد بإرسال الروح القدس، المعزي الآخر، الذي سيمكث معهم ويكون فيهم إلى الأبد، والذي سيربطهم في وضع جديد وعلاقة جديدة مع المسيح الذي رُفع في المجد. وهذا أسمى بما لا يُقاس من علاقتهم به كالمسيا على الأرض. لقد نزل الروح القدس ليعلن أن المسيح هو الرأس الممجد في الأعالي. وأنه قد اجتاز السماوات صاعدًا ظافرًا على كل العِدَى. وإذ ذاك ارتعدت كل أجناد الشر الروحية في السماويات مع رئيس سلطان الهواء، وهم يرون هذا الشخص العظيم يشق السماوات مرتفعًا إلى عرش الله، حائزًا أسمى مقام، ليجلس في يمين العظمة في الأعالي. فالذي وُضع قليلاً عن الملائكة، صار أعظم من الملائكة. إذ قد مضى إلى السماء، وملائكة وسلاطين وقوات مُخضعة له ( 1بط 3: 22 ). والذي رُفض وأُهين وكُلل بالأشواك على الأرض، قبلته السماء ورحَّبت به، والآب قد كلَّله بالمجد والكرامة، وأجلسه عن يمينه في ذات عرشه. والذي رُفع على الصليب قد رفَّعه الله أيضًا فوق كل رياسة وسلطان وقوة وسيادة وكل اسم يُسمَّى. إن قلوبنا تطفر فرحًا وشوقًا كلما أعلن الروح القدس عن أمجاده هناك في الأعالي. وهذا ما يجعلنا نسجد له بفرحٍ عظيم. كيف نَبغي غيرَهُ وهوَ غايةُ المُنى قلبُنا يصْبو لهُ حبُّهُ يحصُرُنا |
|