رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أسماء المتحالفين خِيَامُ أَدُومَ وَالإِسْمَاعيلِيِّينَ. مُوآبُ وَالْهَاجَرِيُّونَ [6]. يذكر المرتل هنا أسماء الأمم المقاومة للكنيسة. ويرى القديس جيروم أن عدد الأمم المقاومة لله هو 11، إذ لا يقدرون البلوغ إلى رقم 12 رقم الكمال. وكما سبق أن أشرنا في مواضع كثيرة أن رقم 12 يشير إلى مملكة الله على الأرض، حيث يؤمن البشر في أربعة جهات المسكونة (رقم 4) بالثالوث القدوس (رقم 3)، فالمحصلة لضرب رقمي 4,3 هي 12. يرى كل من القديس أغسطينوس والقديس جيروم أن اسم كل أمة منها يشير إلى طبيعة المقاومين وقد جاء التفسير يكاد يكون متقاربًا، لهذا فضلت تقديم تفسير يضم ما ورد في الاثنين منعًا من التكرار: أ. الأدوميون، وتفسيرهم "رجال الدماء" أو "رجال الأرض". قيل: "خيام أدوم" إذ لا يعيش الأدوميون في بيوت ثابتة لها أساسات، إنما في خيامٍ تتحرك بسهولة من موضع إلى موضعٍ. ب. "الإسماعيليون" ومعناها "الذين يسمعون لأنفسهم، ويتظاهرون أنهم يسمعون لله. يمثلون من هم ناموس لأنفسهم، يخضعون لشهواتهم الشريرة. وكما جاء في حزقيال: "يا ابن آدم، تنبأ على أنبياء إسرائيل... هم أنبياء من تلقاء ذواتهم... ويل للأنبياء الحمقى الذاهبين وراء روحهم ولم يروا شيئًا" (حز 13: 2-3). ج. "موآب" أي من الآب، هذا الذي ولد كثمرة علاقة بين لوط (الأب) وابنته، أي علاقة غير شرعية، وغير مقدسة. * "خيام أدوم والإسماعيليين". ما أن نترك المفهوم التاريخي العادي ونلتزم بأسلوب التفسير السامي، التفسير الرمزي، ففي الحقيقة ببساطة يتحدث اليهود عن أمم أخرى يناضلون ضدهم، ليكن هذا، لكن هذا يحدث معنا خلال الرمز. إسرائيل هوجمت، ونصرتها هي نفع لنا. لنتأمل من هم الأعداء الذين يحاربون ضد الكنيسة. "خيام أدوم"، ترجمة كلمة "أدوم" هي "الأرضي".وكلمة"خيام"تعبَّر حسنًا، لأن الأدوميين ليس لهم أساسات ثابتة، وليس لهم بيوت، وإنما لهم خيام فقط، مساكنهم ليست ثابتة، وإنما دائمًا مؤقتة. "خيام أدوم والإسماعيليين". معنى الإسماعيليين "لهم مظهر المستمعين"... فهم لا يبالون بالله، بل يعبرون عنه... اسم "موآب" معناه "من الأب". إنهم ليسوا في الأب بل من الأب، لأنهم هجروا أباهم الأول. "الهاجريون" هؤلاء الذين كانوا قبلًا مواطنين وصاروا بعد ذلك غرباء. لم يعودوا بعد أهل البيت بل غرباء. الغرباء في الحقيقة يهاجمون بيت أبيهم. القديس جيروم جِبَالُ وَعَمُّونُ وَعَمَالِيقُ. فَلَسْطِينُ مَعَ سُكَّانِ صُورٍ [7]. هـ. "جِبال": وهي جزء من أدوم شرق البحر الميت. معناها وادي عقيم بلا ثمر أو فارغ. فإن "جي" معناها وادي، و"بال" معناها فارغ. فإن أعداء شعب الله ليسوا من الجبال، وإنما من الوادي العقيم. و."عمون" أي "شعب غير هادئ" ، أو "شعب الحزن".: تشير إلى شعب مرتبك يضعون ثقتهم في الغوغاء وليس في الإيمان الأبناء الحقيقي. ز. "عماليق" أي "شعب يلحس" الأرض، فإن أعداء شعب الله لا يأكلون الخبز السماوي، بل يلحسون الأرض كالحية. ح. "فلسطين"، معناها يموتون من الجفاف السام، الذين يشربون من كأس الشيطان المُسكر. وفي اللاتينية تعني "جنس غريب"، ويرى القديس أغسطينوس أنها تعني من يسكر بسبب الترف في الأمور العالمية. ط. "صور" يرى القديس أغسطينوس أنها تعني "ضيق" أو "ضيقة". وكما يقول الرسول: "شدة وضيق على كل نفس إنسان يفعل الشر" (رو 2: 9). * "جبال" معناها وادي قفر. أعداء الكنيسة ليسوا من الجبال، وإنما من الوادي. حكمتهم ليست من فوق بل من أسفل. إنهم ليسوا من السماء بل بكاملهم من الأرض. يخصص الكتاب المقدس واديًا فارغًا، إذ يوجد وادي غير فارغِ. الإنسان المتواضع الذي يضحي بكل ما لديه من أجل المسيح، هو وادي وحقل، ليس بمقفرٍ بل مثمر. "عمون" تنطبق بالتأكيد على الشعب المخادع، يشير إلى الهراطقة، إذ هم ليسوا أتباع القائل: "أنا هو الحق" (يو 14: 6)، بل ذاك الذي هو رئيس الكذب. "عماليق" تُفسر: "يلحس". إنهم لا يتركون شيئًا للكنيسة، بل يلحسون كل أساسها. إنهم لا يقتاتون بكلام الكتاب المقدس، إنما يلحسون الأرض مثل الحية. * "غرباء (فلسطين) مع سكان صور". إنما نجد كلمة غرباء alienigenae، فإن النص العبري هو Phelistim، ويترجم "كوب من السم"، لأن الهراطقة جميعًا يشربون من كأس بابل، التي يقول عنها إرميا: "بابل كأس ذهب تسكر كل الأرض" (إر 51: 7). لاحظوا "بابل كأس ذهب". بابل تشير إلى الارتباك (بلبلة)، "كأس ذهب حقيقي"، تعاليم الفلاسفة وبلاغة الخطباء. من بالحقيقة لم يضله الفلاسفة؟ من لم يخدعه خطباء هذا العالم؟ لهم كأس ذهبي، سمو البلاغة من الخارج، ومن الداخل مملوء سمًا، الذي لا يقدرون أن يخفوه إلا ببريق الذهب. إنكم تذوقتم عذوبة بلاغتهم، لتتأكدوا ولا تتشككوا في السم القاتل. "غرباء مع سكان صور". "صور" تقف في مكان "الضيق narrowness". بالحقيقة لا يوجد هناك مكان، لا يوجد القلب المتسع للمسيح، كما يقول الرسول لأهل كورنثوس: "لستم متضيقين فينا، بل متضيقين في أحشائكم" (2 كو 6: 12). القديس جيروم أَشُّورُ أَيْضًا اتَّفَقَ مَعَهُمْ. صَارُوا ذِرَاعًا لِبَنِي لُوطٍ. سِلاَهْ [8]. مساندة أشور لموآب وعمون يؤكد أن المزمور كُتب قبل أن يصير أشور إمبراطورية عظيمة. الأشوري هو نبوخذنصر عدو الله الذي قاد شعبه إلى الأسر، وهو يشير إلى الشيطان الذي يطلب أن يأسر أولاد الله. * الآن أشور غالبًا ما تُستخدم رمزيًا عن الشيطان الذي يعمل في أبناء المعصية (أف 2: 2)، كما في آنيته، لكي يقاوموا شعب الله . القديس أغسطينوس * "أشور أيضًا اتفق معهم". الآخرون سبقوهم، وهؤلاء تبعوهم. لننظر من هم هؤلاء التابعين! يرمز "أشور" للشيطان، فإنه ليس من شك في مكره وانتقامه، كما هو مكتوب في المزمور 8: "لتحطيم عدوٍ ومنتقمٍ" (راجع مز 8: 2). إنه هو الذي يجعلنا نخطئ، وهو الذي يتهمنا لكي نُعاقب. "أشور أيضًا اتفق معهم". الشيطان هو رئيسهم، وقائدهم؛ وليس يسوع الملك البار هو حاكمهم، وإنما أشور. "صاروا ذراعًا (القوة العسكرية) لبني لوط". "لوط" معناها "يتحول عن" الله. وذلك كما فعل اليهود، إذ يشترك الهراطقة مع اليهود في التجاديف. القديس جيروم يرى القديس أغسطينوس أن بني لوط تعني "أبناء الانحطاط" أو "أبناء الانحدار". * الملائكة المرتدون يُفسرون بالحق أنهم ملائكة منحدرون، لأن بانحدارهم عن الحق مالوا ليصيروا أتباع الشيطان. هؤلاء قال عنهم الرسول: "فإن مصارعتكم ليست مع دمٍ ولحمٍ، بل مع الرؤساء، مع السلاطين، مع ولاة العالم على ظلمة هذا الدهر، مع أجناد الشر الروحية في السماويات" (راجع أف 6: 12). هؤلاء الأعداء غير المنظورين (الروحيين) يعملون بواسطة غير المؤمنين، يعملون فيهم لمقاومة شعب الله . القديس أغسطينوس |
|