رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
من وحي أيوب 41 بك أغلب من غلب البشرية! * ليس لي ما أقدمه لك سوى ذبيحة التسبيح، يا محب كل البشرية! جئت إلى عالمنا والتحفت بناسوتنا، صرت إنسانًا حقيقيًا، فطمع إبليس فيك. ظنك كسائر البشر تنحني له في مذلة. * قدمت له جسدك طُعمًا، فوثب ليلتهمه على الصليب. أمسَكت الصنارة الإلهية به، وصار من ظن في نفسه ملك العالم ألعوبة. سقط في الفخ، ورُبط لسانه كما بحبل الإيمان! سخرت به الفتيات الصغيرات. سقط من سماء قلوبهن كالبرق. انحط ليصير تحت أقدامهن. ظن أنه بكلمات اللين المخادعة يفلت من يدك. اعترف أنك قدوس الله.وأدرك أنك جئت لتقصيه عن مملكته. ارتبك العدو، لكن في طغيانه استمر في شره. * مزقت بصليبك عهدي مع عدو الخير. حررتني من هذا الذي ظن أنه يستعبدني أبديًا. عوض مذلتي له، صار هو ذليلًا، لم تبطل مقاومته لي، لكنها لم تعد تحطمني، بك أغلب من غلب البشرية! * لن أعود أثق في وعوده. لن أدخل بعد في حوارٍ معه. لن أفسد وقتي بكلماته! يكفيني عهدك العجيب معي! قدمته لي مكتوبًا بدمك على الصليب. * في خداعه يتقدم لي أينما وُجدت. على الأرض أراه يأكل العشب كالثور. وفي البحر أراه كالتمساح يسبح. وفي الجو يتراءى كالطير منطلق إلى الأعالي! إنه يستخدم كل وسيلة ليضمني إليه. يثير الشهوات ليجد الإنسان فيها لذة. ويبث روح الكبرياء لينفخ المؤمن ببرَّه الذاتي. يتراءى كأسدٍ ليرعب ناظريه. ويظهر كملاك نورٍ ليخدع المؤمنين. * يربط الأشرار به كأنها حراشف تمساح. كل يتحد مع البقية ليكونوا جماعة صلبة مترابطة. لا عمل لهم إلا أن يضموا كل يومٍ حراشف جديدة. تهدأ ضمائرهم حيث يعمل الكل معًا. باتحادهم معًا لا يتركون أحدًا منهم يفلت من أيديهم. إذ لا يسمحون لنسمة النصح المقدس تتخللهم. * ينفث العدو شر كبريائه من أنفه. وتصدر مصابيح خادعة من فمه. يملأ الجو بدخان الخداع بمعجزاته الكاذبة. ويتسلل إلى عقول الفاسدين بنوره الكاذب. * ينفث نارًا على أذهان الأشرار، فيجعلها نارًا مدمرة، تلهب الملذات الشريرة فيهم. يتشامخ برقبته الممدودة كصاحب سلطانٍ. يبث روح البغضة والكراهية في العالم، فيحول له قلوب الكثيرين إلى حجارة تحمل سمات قسوته. * يا للعجب، فإن حربه ضد الكنيسة لا تهدأ. يريد أن يحول النفوس الحديدية إلى قشٍ تافهٍ، والقلوب الصلدة كالنحاس إلى خشبٍ هزيلٍ. يركز ضرباته على الكارزين بالحق، ويوجه سيوفه ورماحه ضد العاملين في كرم الرب. لم يتعظ من معركة الصليب. إذ صار الأطفال بالصليب جنودًا أبطال، وتحولت نبال قوسه إلى تبن واهنٍ! * يا لحماقة إبليس! إنه لم يتعظ من درس الصليب! في عنادٍ يحث أبناءه الأشرار على اضطهاد أولاد الله. يسيطر على أفكارهم الدفينة ويخدعهم. وفيما هم يقتلون الأبرار، يظنون أنهم يخدمون الله. وهم يقاومون الحق يحسبون أنفسهم حاملين رائحة الحق الذكية. * يلقى بالمؤمنين على السندان، ويضرب عليهم بكل قوته بالمطرقة، يظن أنه قادر أن يَّشكلهم ليصيروا على شبهه. لا يمنعه المصلوب من أن يضرب، لكن يحول مطرقته إلى قش بلا قوة! وتصير تجاربه علة نصرة وأكاليل مجدٍ لأولاد الله. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
وينقذ أغلب ما لك |
أن الذئاب البشرية إذ تفترس الحملان البشرية وتشرب دماءها |
أيوب و ضعفاته البشرية |
ليس من محنة في الوجود خطيرة ومخيفة سوى محنة واحدة، هي محنة الخطيئة |
أغلب فاكهة |