رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أَدَخَلْتَ إِلَى خَزَائِنِ الثَّلْج؟ أَمْ أَبْصَرْتَ مَخَازِنَ الْبَرَد؟ِ [22] بعد أن ناقش الله موضوع الخليقة أشار إلى الظواهر الطبيعية القائمة مثل نزول الثلج وهبوب الرياح وسقوط الأمطار. هذه كلها التي أوجدها الله من أجل كل إنسانٍ. كان يليق بأيوب أن يتأمل هذه الأعمال العجيبة التي لا يمكن للفكر البشري أن يحدها تمامًا، ومع أنها موجودة من أجله، عوض الانشغال بالتجارب التي تحل به. ليس وجه للمقارنة بين ما يسمح به الله للإنسان من ضيق وبين عنايته الإلهية بكل العالم من اجل الإنسان. يليق بالمؤمن أن يتسع قلبه وفكره ليمجد الخالق المدبر كل شيءٍ لأجله. حينما يسقط الثلج في البلاد الباردة يدهش من الكميات التي لا حصر لها التي تسقط على بلاد بأكملها، فيبدو كأن السماء قد امتلأت مخازنها بالثلج والبَرَدْ. يلمس سكان المناطق التي تتعرض للثلوج عناية الله بهم، ويرون في الثلوج كنوزًا ثمينة. فهي تحفظ للأرض دفئها فلا تنزل حرارتها إلى ما قبل الصفر بدرجات كثيرة، كما يعطي الثلج خصوبة للأرض. لهذا بعد فترة الثلج مباشرةً نجد النباتات في المنطقة التي كانت مغطاة بالثلج تنمو بسرعة عجيبة. يستخدم الرب الثلج والبَرَدْ لتحقيق أغراضه كحفظ مؤمنيه من غارات الأشرار، فيُسقط عليهما الثلج والبَرَدْ في يوم القتال كما حدث وقت الطوفان وانصبت المياه من هذه المخازن لتغرق العالم الشرير، وكما رمى على الكنعانيين حجارة عظيمة من السماء (يش 10: 11). يرى البابا غريغوريوس (الكبير) في الثلج والبرد إشارة إلى القلوب الباردة من جهة محبة الله، كما قيل: "تبرد محبة الكثيرين" (مت 24: 12). هذه القلوب يتطلع إليها الرب لا باستخفاف ولا بروح الغضب، وإنما كنوز تحتاج إلى من يحركها. لقد حرك بنفسه قلب شاول الطرسوسي الذي اعترف بأنه كان مجدفًا ومضطهدًا ومفتريًا، وأقام منه الرسول العظيم الملتهب بالغيرة المقدسة. الَّتِي أَبْقَيْتَهَا لِوَقْتِ الضَّرِّ لِيَوْمِ الْقِتَالِ وَالْحَرْبِ؟ [23] استخدم الرب هذه المخازن لتأديب الأشرار (خر 9: 18؛ يش 10: 11؛ رؤ 16: 21؛ إش 28: 17؛ مز 18: 12- 13؛ حج 2: 17). |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أيوب | أَتَرْفَعُ صَوْتَكَ إِلَى السُّحُب |
أيوب | حَتَّى تَأْخُذَهَا إِلَى تُخُومِهَا |
أيوب | هُوَ إِلَى الْقُبُورِ يُقَادُ |
أيوب | فَهَذَا يَعُودُ إِلَى خَلاَصِي |
أيوب | فَهَذَا يَعُودُ إِلَى خَلاَصِي |