حدث فى عصر البابا قزما 54 أن هاجم الروم مدينه دمياط فإحتلوها ونهبوها وأقاموا بها ثلاثه أيام بعد أن أخذوا ذهبها وفضتها0 فأصر الوالى على صناعه مراكب جديده للإسطول فى ميناء الإسكندريه0 وكانوا يصلحون ما تعطل منها0 ويجددوا ما تحطم منها0 وكان الإسطول المصرى يبحر الى بلاد الروم ويحاربوهم0 وكان ينفق على الإسطول أموالا لا حصر لها يدفعه الأقباط فقط0 وكانوا يجبرون الأقباط فى العمل بالمراكب ولا يدفعون لهم أجرتهم وكان المتولى( المسئول عن هذا العمل) يبغض المسيحين فعمل إحصاء لمصر كلها وكان يلزم كل قريه من قرى الأقباط بإمداده بعدد معين من الرجال يستعملهم للتجديف فى السفن والحرب مع الروم والعمل المضنى فى إعداد وتصليح المراكب0 وكان لا يعطيهم السلاح ليحاربوا به وكان يتفقدهم ويمر عليهم للتفتيش فإذا وجد واحدا عنده سلاحا ناقصا يغرمه ويجعله يدفع مالا له ويجبره بشراء الآسلحه0 ومن تجبره كان المسلمون يختارون رجالا ضعفاء وليس لهم خبره بالبحر وليس لهم قوه أو مقدره على القتال0 فكان هؤلاء الضعفاء يدفعون كل ما يملكوه لمن يقبل أن يحل محلهم ويقاتل الروم ولما إشتكوا من هذه الخدمه الإلزاميه أمر بأن يدفع كل واحد من الأقباط دينارين وأذا قبل أحد من المسلمين أن يكون بديلا عنه فى هذه الخدمه الإلزاميه فيدفع القبطى خمسه عشر دينارا0 فأشتهى بعض الأقباط الموت0 ولكن لم تطول هذه الأيام وقصرها الله0 فقد أرسل الخليفه بعزل هذا الوالى وعين واليا جديدا إسمه يزيد ابن عبدالله وأراح الناس فهدأت أرض مصر0 وزاد محصول الأرض فى هذه السنة0 وزاد خير مصر وأحس المصريين بالنعمه أما الخليفه جعفر المتوكل إهتم لتحصين المدن بأرض المشرق ومصر، خاصه بالأماكن القريبه من البحر فساهم فى بناء أسوار على تنيس ودمياط وصرف عليها من خزينته وحصن أيضا مدينه الإسكندريه وأشمون والطنه ورشيد ونستروه خوفا من أى هجوم مفاجئ للروم مره أخرى ويقول أبن المقفع ج2 ص9 عن الخليفه جعفر المتوكل ( انه عمل تذكارات كثيره فى أرض مصر عوضا عما فعل بالنصارى) ولكنه لم يوضح ماذا فعل ليرضى النصارى الأقباط ؟ ولكنه يقول أنه عين قاضيا كان عادلا ولم يظلم أحدا أى انه عين الوالى والناظر والقاضى كانوا كواحد فى فعل الحق والخير واننى أعتقد أن ما فعله الخليفه فى تعين هؤلاء الثلاثه وإصلاح الحصون كان لخير مصر وما دام عمل شيئا لخير مصر فقد أصلح ما فعله بالمسيحيين0 وأعظم شيئ فعله الخليفه جعفر المتوكل فى مصر منذ قرون من الحكم العربى هو أن المياه لم تعد تغطى فرع النيل (إرتفع مستوى سطح الأرض قاع فرع النيل) التى تصب فى البحر بفعل الزمن وعدم صيانتها وكانت المراكب لا تصل إلى الإسكندريه إلا عند الفيضان لإرتفاع مياه النيل فى وقت الفيضان0 فأمر بفحر هذا المجرى وإزاله الأتربه من قاعه فإمتلأ بالمياه لأن مياه النيل والبحر أصبحا فى مستوى واحدا وقاع المجرى( فرع النيل) أصبح يسمح للمراكب الكبيره بالرسو فى المراسى فى وسط مدينه الإسكندريه وأصلحت القناطر وأقيمت الكبارى فخرج ماء البحر المالح من فرع النيل لإنه إمتلأ من المياه الحلوه فكثرت مراكب التجار وبدأ الناس فى زراعه الأشجار والعنب والبساتين على الخليج لكثره مياه النيل وبدأ العمران يدب بالإسكندريه ووصل إمتداد المدينه الى الموضع المسمى ممطرمور ومجد الأقباط الله على هذه النعمه ودعوا للخليفه جعفر0 اما البابا قزما فقد كان ساكنا فى بلده دميره بهدوء وسلامه طول أيامه وكان الأراخنه يتولون أموره يتحملون أثقاله فلم يحتاج الى أحد من الشعب ليقدم خراجا أو ما يحتاجه فى حياته ومعيشته وتلاميذه 00
وعاد الى مصر بعض الأقباط الذين هجروها لما سمعوا بالنعيم الذى أعطاه الله الى مصر بعد ضيقات شديده0 ووصل الى مصر ناظر آخر إسمه سليمان وعند وصوله توفى الإرخن مقاره أحد الأرخنين الذين حملا أتعاب الكنيسه فى هذه الفتره0 أما إبراهيم فقد إستمر فىفعل الخير ويقول أبن المقفع ج2 ص11 أنه ( كان مقيما على فعل الخير ولم يفتر عنه وإهتم بأمور الكنيسه وحمل أمور البابا وكذلك فعل مع أساقفه أرض مصر وكان يبذل نفسه عنهم فى أسبابهم يقضى كل إحتياجاتهم لعظم محبته للمسيح وكان الله يعظم مكانته عند الولاه وكان يعلم أنه لا بد للشرير ان ينزل البلايل على الكنيسه كعادته التى يفعلها فى كل مكان وكل زمان) وفى أيام هذا البابا أمر قيصر الروم بمحو الصور والصلبان من الكنائس فبعث إليه البابا رساله فإقتنع بها فرجع عن تكسير الصلبان والصور بل انه أمر بأعاده الصور التى محاها الى وضعها الأصلى كما كانت0 ولبث البابا قزمان جالسا على كرسى مرقس الرسول مده 7 سنواتوسبعه أشهر و13 يوما وتنيح فى 21 من هاتور سنه 576ش 859م