ان نموذج مريم في يوم الجمعة العظيمة يعرض لنا رجاء أكثر عند معاناتنا الشخصية فربما يكون هناك وقت نواجه فيه مشكلة او ضيقة كبيرة نشعر فيها اننا مدفوعين نحو حافة المعاناة والألم والحزن ونجرّب بفقد أي رجاء. ان فقد حبيب او فقد عنل او نهاية لعلاقة ما او حيرة ما او رعب مؤلم في الحياة لا يذهب لأي مكان فكل تلك اللحظات اذا ما واجهتنا قد نتسآل:”لماذا حدث هذا” وكيف يمكنني ان أستمر؟ وأين الله في كل هذا؟، وغيرها من التساؤلات والإحتجاجات. عندما تتعرض حياتنا لكي تنقلب رأسا على عقب وعندما تبدو الأرض بعيدة عنا وكأننا نسبح في محيط غير مرغوب فيه وعندما ينزع منا كل شيئ يمكن ان يثبتنا نصل الى نتيجة اننا حقاً لا نملك أي شيئ للتحكم في حياتنا -كيف اننا بشكل جذري نعتمد على الله. عند هذا يمكننا ان نقف مع مريم -مريم الجمعة الحزينة. هذه هي مريم التي اختبرت وتشهد بالإنسان التام والإله التام الذي هو كل حياتها، وكل السبب لوجودها وها هو قد أُخذ منها وعلّق على صليب. هذه هي مريم والتي من الوجهة البشرية تشهد نهاية كل شيئ عاشت من أجله ولم تهرب بعد او تبتعد من تلك الظلمة او انها سقطت في اليأس، بل ظلت واقفة بكل إيمان عند صليب يسوع. كما كتبت الأم تريز ذات مرة:” عند أقدام الصليب سيدتنا رأت فقط ألم ومعاناة- وعندما اغلقوا باب القبر لم تستطع حتى أن ترى جسد يسوع، ولكن انه فقط إيمان سيدتنا وحبها وثقتها وتسليمها العظيم”.