منتدى الفرح المسيحىمنتدى الفرح المسيحى
  منتدى الفرح المسيحى
التسجيل التعليمـــات التقويم مشاركات اليوم البحث

اسبوع الالام
 أسبوع الآلام 

لك القوة والمجد والبركة والعزة إلى الأبد آمين

ثوك تى تى جوم نيم بى أوؤو نيم بى إزمو نيم بى آما هى شا إينيه آمين


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19 - 04 - 2023, 12:36 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
Mary Naeem Mary Naeem غير متواجد حالياً
† Admin Woman †
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,314,923

تَرْكُ التَّرْكِ: رفضُ الشّاب لمطلب المسيح



تَرْكُ التَّرْكِ: رفضُ الشّاب لمطلب المسيح



إنّ ما فعله هذا الشّاب يدعو إلى التّعجُّب والتّساؤل حقًّا: لماذا لم يترك هذا الشّاب كلّ شيء تلبيةً لنداء يسوع، أعظم معلّمي البشر بأسرهم؟ ولِمَ نلمح رغبته الملحّة في استبقاء أملاكه، التي يفسدها السُّوس والصَّدأ (متى 6/ 20)؟ بل وكيف لم ينصاع لنصائح مَن نصح البشر في كلّ العصور والأماكن، وكان أفضل مَن أسدى بنصائح لهم؟ ولماذا مضى حزينًا وكان في صحبته أملاكه وثروته؟



لا يمكن أن نجد أجوبة لهذه التّساؤلات كلّها إلّا بالدخول في أعماق وخبايا هذا الشّاب! وكيف يتسنَّى لنا هذا، أي كيف نتمكَّن مِن الدّخول والتَّجوُّل في أعماقه؟ «فمَن مِنَ النَّاسِ يَعرِفُ ما في الإِنسانِ غَيرُ روحِ الإِنسانِ الَّذي فيه؟» (1 قور 2/ 11)! ولذلك فإنّنا سنحاول أنْ نتخيَّل موقفه فحسب: إنّنا نتخيَّل حاله عندما فتح يسوع فمه وأسدى له بنصائحه. فيا له مِن مسكين حقًّا! لقد كان ممزَّقًا بين رغبتين، وما هو الصّراع إلَّا هذا النّزاع المرير بين رغبتين؟ الرّغبة الأولى هي أن يحتفظ بأملاكه، وأن يظلّ مالكًا للمال والثّراء؛ والثّانية– وما أجملها رغبة مشتهاة!– بأن يصير كاملًا، وهي تكمن في تَرْك الرّغبة الأولى وتحمُّل ما ينجم عنها مِن ألم وعذب.



ولكنّه لم يرغب في أن يستمرّ هذا الصّراع وقتًا طويلًا، فقرَّر قرارًا ربّما ندم عليه طوال حياته: لقد قرَّر أن "يترك هذا التَّرْك" الذي طلبه يسوع منه. فلم يترك "أملاكه" كما نصحه يسوع، وإنّما– بإرادته وحرّيّته– "تَرَكَ التَّرْك". وبكلمات أخرى، كان يعرف هذا الشّاب جيّدًا الحكمة العظيمة القائلة: «إذا أردتَ أنْ تغلبَ العالمَ، فاغلبْ ذاتكَ» ("فيدور دوستويفسكي")؛ ولكنّه لم يرض بأن يترك أملاكه، بل قرَّر أن يترك يسوع ونصائحه. إنّه حقًّا تخلَّى وتَرْك بحرّيّة كاملة لا ما طلبه منه يسوع، أي "الأملاك"، وإنّما يسوع وما قاله له، أي أنّه "تَرَكَ التَّرْك".



إنّه مسكين للغاية هذا الشّاب! فقد أضاع جدّيّته وصدقه في البحث عن الحقيقة برفضه الحقّ الذى أعلنه له يسوع، الذي هو "الحَقُّ" عينه (يو 14/ 6)؛ وكانت النّتيجة هي أنّه «اِنصَرَفَ حزينًا» (مت 19/ 22). فماذا تُجدي الأحلام والطّموحات الورديّة دون خطوات عمليّة تجسّدها؟ وهل تنفع الرّغبات الصّالحة والأمنيّات الجميلة دون عمل مضحٍّ ينسلخ فيه الإنسان عن ذاته؟ ثمَّة مَثَلٌ إِيطَالِيُّ مُعبِّر يقول: «إنَّ نَبتة "أنا أريد" لا تنمو ولا حتّى في حديقة الملك»!
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رفضُ السُّلطات اليهودية والشَّعب اليهودي ليسوع Mary Naeem قسم الرب يسوع المسيح الراعى الصالح 0 25 - 10 - 2023 11:06 AM
تَرْكُ "تَرْكِ التَّرْكِ": استحالةُ الاختيار Mary Naeem قسم الرب يسوع المسيح الراعى الصالح 0 19 - 04 - 2023 12:38 PM
من قصص جبل آثوس المقدس( القاضي الشّاب والصّلاة ) walaa farouk بستان الرهبان | حكم وتعاليم آباء البرية وأباء الرهبنة 0 08 - 04 - 2022 02:27 PM
الدخول إلى محضر الله لأطلب مشورته Mary Naeem مزامير داود النبى 0 09 - 11 - 2021 01:08 PM
في صمت هذا اليوم الجديد، جئت لأطلب السلام والحكمة والقوة walaa farouk قسم الصلوات 0 15 - 09 - 2021 10:52 AM


الساعة الآن 02:09 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025