|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وَأَمَّا الآنَ فَلأَنَّ غَضَبَهُ لاَ يُطَالِبُ، وَلاَ يُبَالِي بِكَثْرَةِ الزَّلاَّتِ [15]. يرى البعض أن المعنى هنا، أن ما يحل بالشخص من نكبات تبدو كأنها لا شيء بجانب ما يستحقه الإنسان من عقوبة. فإن كان الله يفتقد الإنسان بالغضب خلال التأديبات التي يسمح بها، فإنها تأديبات خفيفة جدًا وهينة إن قورنت بالمعاصي التي نرتكبها. "ولا يبالي (يعرف) بكثرة الزلات"، هنا الحديث عن الله الذي لا يجازي هنا عن كل ما نفعله من زلات، وكأنه يغض النظر عنها أو لا يعرفها، حتى لا تثقل يد التأديب علينا. في تأديبه لنا يحنو ويترفق حتى وإن حسبنا هذا التأديب قاسيًا للغاية. * الله الذي يدين إلى الأبد يطيل أناته إلى وقت طويل. إن كان يطيل أناته في جلب غضبه، فلأنه يحفظه ليسكبه فيما بعد بلا نهاية. الألم هنا هو نصيب المختارين ليهيئهم لنوال المكافأة السماوية. إنه نصيبنا أن نتقبل جلدات هنا إذ يحفظ الفرح الأبدي لنا. البابا غريغوريوس (الكبير) * لتفرح وأنت تحت الجلدات، فإن الميراث محفوظ لك، لأنه لا يطرد شعبه. هو يؤدب إلى حين، ولا يدين إلى الأبد. القديس أغسطينوس * إني أختار أن يفتقد الرب خطاياي ويُصلح معاصيَّ هنا في هذا العالم، حتى يقول لي إبراهيم هناك ما قاله عن لعازر المسكين في حديثه مع الغني: "يا ابني أذكر أنك استوفيت خيراتك في حياتك، وكذلك لعازر البلايا، والآن هو يتعزى وأنت تتعذب" (لو 16: 25). لهذا السبب عندما يوبخنا الرب ويؤدبنا، يلزمنا ألاَّ نكون جاحدين. إذًا لندرك أن توبيخنا في الوقت الحاضر لكي ننال تعزية في المستقبل. وكما يقول الرسول: "إذ قد حُكم علينا نؤدب من الرب لكي لا نُدان مع هذا العالم" (1 كو 11: 32). لهذا السبب قبِل أيوب أيضًا بإرادته كل آلامه قائلًا: "أالخير نقبل من عند الله، والشر لا نقبل؟" (أي 2: 10). العلامة أوريجينوس |
|