رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مَنْ وَكَّلَهُ بِالأَرْض، وَمَنْ صَنَعَ الْمَسْكُونَةَ كُلَّهَا؟ [13] هو خالق السماوات والأرض ومدبر المسكونة كلها؛ لم يتسلم سلطانه من آخر، ولا يخضع لأحدٍ؛ السماء والأرض هما موضع رعايته ومسرته. لو أن الأرض ليست من صنع يديه، إنما عُهدت إليه من آخر أعظم منه لكان يُمكن أن يفعل سوءً، ويحكم بالظلم، كمن لا يصيبه ضررٌ، لكن إذ هي ملكه، وهو خالقها والمعتني بها، يدبر كل ما يدور على الأرض بعدله الإلهي ورعايته الفائقة للعقل البشري. "هوذا الله يتعالى بقدرته، من مثله معلمًا؟ من فرض عليه طريقه؟ أو من يقول له: قد فعلت شرًا؟" (أي 36: 22-23). * لاحظوا كيف أن أليهو يبرهن على عدالة الله: "صنع الأرض" والسماء وكل المخلوقات الأخرى. هل أعماله غريبة عنه حتى يكون ظالمًا لنا...؟ إنه عادل، ليس فقط لأن هذه هي أعماله، وإنما لأنه هو سيدها. في الواقع هذا يحدث حتى مع الأشرار، فإنهم لا يقبلون أذية (من آخر) تحل بالخاضعين لهم. عادة يهتم كل شخص بمن هم له وما هو له. أما بالنسبة لذاك الذي هو الخالق والسيد، كيف لا يمارس عدلًا في كل تدبيره، إن كان قد سكب عليه بهاءً كهذا؟ لا يمكنكم القول إنه لا يمارس ظلمًا عن ضعفٍ، فإنه يستطيع بسهولة أن يدمر كل البشر. القديس يوحنا الذهبي الفم البابا غريغوريوس (الكبير) |
|