لقد خشى الشيطان أن يتراجع يهوذا أمام إنذارات السيد المسيح وأيضًا أمام موّدته كصديق لأنه أطعمه بيده الطاهرة "ليتم الكتاب الذي يأكل معي الخبز رفع علىّ عقبه" (يو13: 18).
لهذا لم يكتفِ الشيطان بأنه دخل في يهوذا حينما ذهب وتواعد مع رؤساء الكهنة والكتبة أن يسلّم السيد المسيح إليهم خلوًا من جمع في مقابل ثلاثين من الفضة، ولا اكتفى الشيطان بأنه ألقى في قلب يهوذا وقت العشاء أن يسلّم المسيح، بل دخله مرة ثانية حينما أعطاه السيد المسيح اللقمة. وحينئذ صمم يهوذا أن يتمم فعل الخيانة الرهيب. إن المشكلة ليست في اللقمة التي أعطاها له السيد المسيح، ولكن المشكلة هي في أنه قد فتح قلبه للشيطان ليدخل فيه مرارًا وتكرارًا وأن يضع فيه ما شاء من أفكار الطمع والتآمر والخيانة.