رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
" الآن وهي وحيدة، تعود الى الصلاة، جاثيةً إلى شال فيرونيكة الممدود على طول جانب رفّ. .....إنها تصلي وتتحدث الى إبنها. إنها لا تزال في الألم نفسه الممزوج بأملٍ يجعلها قلقة. " يسوع، يسوع! ألا تعود بعدُ؟ أمك المسكينة ما عادت تحتمل أن تعرفك هنالك، ميتاً. .... انه بدء اليوم الثالث. آه! يا يسوعي!.... آه! أيّها الآب! أيها الآب! أعد إليّ إبني! لأره عائداً رجلاً وليس جثّة، ملِكاً وليس محكوماً. ...لا أستطيع، لا أستطيع أن أنسى انه في قبرٍ، إنه هناك مقتول بألمٍ كثير أصابوه به، إنه هو، إبني_الله، يتقاسم مصير البشر في ظلمةِ قبرٍ، هو، حيُّكَ. هو في منأى عن التعذيب لأنه أتمّ كلَ شيءٍ بنزاع الساعات الثلاث بعد إساءات الصباح. إنما أنا منذ أيامٍ ثلاثة في ذلك النزاع. أنت ترى قلبي وتسمع اختلاجاته...إنني أموت مرتجفةً من الألم. لم يعد لدي دمٌ في عروقي... لم يعد لديّ دم! أهرقته معه ليل الخميس،الجمعة المشؤومة. إنني بردانة كواحدٍ لم يعد لديه دم. لم يعد لديّ شمس، طالما هو مات، شمسي القدّوسة، شمسي المباركة ، الشمس المولودة من أحشائي لفرح أُمه، لخلاص العالم... أنا لا شيء، لكن قليلاً من إبني فيَّ، وحبي يغمر ما ينقصني ويُلغيه. آه ! أيها الآب الذي تخلّى عن الإبن من أجلِ خير البشر .. ...لا تتركني أكثر مُهملة. إنني أتألَّمُه وأقدمه من أجل خير البشر. إنما شدِّد عزمي، الآن، أيّها الآب. أيها الآب، الرحمة! الرحمة، يا بنيّ! الرحمة، أيها الروح الإلهي! تذكّر عذراءك!" بعد ذلك تظهر مريم تصلّي بحركتها إضافةً إلى قلبها، ساجدةً إلى الأرض. إنها حقاً شيءٌ مسكينٌ صريع. تبدو تلك الزهرة الميتة عطشاً ...... إنها لا تلاحظ حتى اهتزاز زلزالٍ وجيزٍ إنما عنيفٍ جعل رب المنزل وربّته يصرخان ويهربان فيما بطرس ويوحنا يزحفان حتى عتبة الحجرة، شاحبَين مثل ميتَين. إنما وقد رأياها مُستغرِقةً هكذا في صلاتها ، بعيداً عن كلّ ما ليس الله، ينسحبان وهما يُقفلان الباب، ويعودان مذعورَين إلى العليّة." |
|