الحاجة الجميلة جدا فى إنجيل معلمنا لوقا أن من أول الإصحاح التاسع والسيد المسيح قد ثبت وجهه ناحية أورشليم وناحية الصليب , ولكن وهو رايح ناحية الصليب كان بيتأنى وفى أحداث كثيرة بتحصل وكأنه ماشى واحدة واحدة ببطء مش لأنه خايف من الصليب أو لأنه هربان من الصليب , الحقيقة ل أده السيد المسيح بيتأنى وبيتباطأ لهدف معين وهو كل ما بيعلن أقتراب السيد المسيح من أورشليم نجده بيعلن تدريجيا وعلى مراحل وكأنه بيتأنى فى خطواته من مرحلة إلى أخرى لأنه مش عايز يتعجل أنه يقول هذه الكلمة لأورشليم " هوذا بيتكم يترك لكم خرابا " لأنه عارف أنه حايقولها حتما قبل الصليب وكأنه عايز يتأنى "كم من مرة " لكى ما يعطى فرصة لأورشليم ولكل نفس بشرية , نعم كان يتأنى كثيرا جدا ومش عايز يتعجل الدينونة أو دينونة الأمة اليهودية لأن ما سيحدث فى أورشليم من خراب كان يحز جدا فى قلب السيد المسيح وعلشان كده فى مرة تانية وأول ما أقترب من أورشليم فالكتاب المقدس بيقول لينا أنه بكى عليها , وعلشان نعرف أن بكاء السيد المسيح على الخراب اللى سيتم فيها ماكانش رغبة السيد المسيح أو ماكانش أنتقام السيد المسيح لكن ده كان نتيجة حتمية لأنها رفضت السيد المسيح ورفضت الحب ورفضت السلام ورفضت الحماية والرعاية وأن ما حدث كان نتيجة حتمية لتصرفها وكانت النتيجة هو الخراب , وكأن السيد المسيح فى أناته أنه يتأنى مشفقا علينا وبيعطينا مزيد من الفرص لأنه زى ما قال فى شجرة التين أتركها هذه السنة أيضا لكى ما نتعامل مع نعمته وأنقب حولها وأضع زبلا وأساعدها أنها تتحسن لكى ما تثمر حتى لا يقطعها صاحب الكرم , ولكن أن لم تتجاوب شجرة التين مع عمل النعمة ومع إرادة الله لا يتبقى شىء أمامها , والحقيقة الكلام ده مش كلام تهديد أو تخويف ولا كلام تثقيل ضمير علشان بعض الناس بتكون زعلانة وبتقول أن اللهجة شديدة وأن الكلام صعب وأنتم دايما بتوبخونا , لأ يا أخوتى الكلام ده حقيقة ينبغى أن لا يتجاهلها أى أنسان لأن هو ده الحب الحقيقى , ومش أن الإنسان يسمع شوية كلام معسول خدره وينيمه , الكلام ده من أجل أن كل نفس تستيقظ لأن السيد المسيح عايز خلاص والسيد المسيح عايز يقدم حب وهى دى رغبته وهى دى مسرته وده بيشجعنا وده اللى بيعطينا رجاء فيه , ولكن إذا أصر الإنسان على عدم التجاوب أو التكاسل أو التهاون أو التأجيل فماذا يتبقى له ده هو بحريته ولكن الله لا يرفض أحد , والله يقبل كل إنسان حتى أدنس واحد فى البشرية أو أقذرها , والسيد المسيح لما المرأة الخاطئة التى أمسكت فى ذات الفعل , ماقالش ليها كلمة واحدة حتى أنتى غلطتى ليه ؟ ماقالش ليها حاجة من الكلام ده , السيد المسيح بإستمرار بيشجع لكن بيشجع صح مش زى ما العالم بيشجع فى إغرائاته , وعلشان كده لابد لكل نفس أن تستيقظ وأنها تصحى وتفوق وتقبل الحب وتتمتع بيه وتقبل السلام وتعيشه وتقبل الرعاية وتفرح بيها , أحبائى أن رجائنا فى السيد المسيح كبيرجدا لكن فى اللى يمسك فى السيد المسيح فعلا لأن هو عايز "كم من مرة أردت" وجاء دور كل واحد فينا أنه يحدد إذا كان عايز والا مش عايز .