كان مع الحراس الاثني عشر ضابط برتبة قائد مئة، يدير حركة صَلْب الثلاثة. ولا ريب أنه مع جنوده قد اطَّلع على الظلم في معاقبة المسيح، لذلك كان للمعجزات التي حدثت بسببه كالظلام والزلزلة تأثير عظيم يخيفه، كما يخيف كل من كان مشتركاً في هذه الجريمة. ألا يخشون عقاب اللّه؟ لذلك خافوا جداً. لكن مع خوفهم شعروا بأن يداً إلهية كانت مع المسيح تبرهن أنه ليس كالناس، فمجّدوا اللّه وشهدوا لصلاح المسيح. وفاق رئيسهم في شهادته لأنه فاقهم في إدراكه وقال: "حقاً كان هذا الإنسان ابن اللّه". فصار من الكثيرين الذين قال عنهم المسيح تكراراً في وعظه أنهم "سَيَأْتُونَ مِنَ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ وَيَتَّكِئُونَ مَعَ إِبْراهِيمَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ، وَأَمَّا بَنُو الْمَلَكُوتِ فَيُطْرَحُونَ إِلَى الظُّلْمَةِ الْخَارِجِيَّةِ" (متى 8:11 و12). كما أن أفراد الجمهور انصرفوا وهم يقرعون على صدورهم عجباً وتخشُّعاً.