06 - 04 - 2023, 12:56 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
قَدْ جَعَلَ لِلظُّلْمَةِ نِهَايَةً،
وَإِلَى كُلِّ طَرَفٍ هُوَ يَفْحَصُ.
حَجَرَ الظُّلْمَةِ وَظِلَّ الْمَوْتِ [3].
إذ يتحدث أيوب عن استخراج المعادن من بطن الأرض، أي من المناجم المظلمة، فإن الإنسان من أجل حصوله عليها يدخل إلى المناجم ليفحص ما فيها مستخدمًا المشاعل ليضع للظلمة حدًا فلا تعوقه عن تحديد هدفه. إنه يغامر بحياته، ويدخل إلى الوعر من أجل استخراج المعادن.
من ليس له دراية بفن استخراج المعادن يسخر بالباحثين عنها. يتطلع إليهم كمن يعرضون أنفسهم للمخاطر والموت دون هدفٍ. هكذا يستخرج الله من ترابنا وحجارتنا معادن نفيسة في عينيه. لكن كثيرين يجهلون خطة الله فيحسبونه كمن يدخل إلى ظلمةٍ ويفحص أمورًا لا قيمة لها. بمعنى آخر يليق بنا أن نثق في خطة الله وعنايته وعمله من أجلنا. إنه يقدم لنا الخلاص، مهما تكن تكلفته، إذ يرى بسابق معرفته ما سنتمتع به من أمجاد. يرانا ذهبًا وفضة ونحاسًا وحديدًا مستخرجًا من الأرض والحجارة! يستخرج منا نحن الذين كنا ظلمة نورًا. وكما يقول الرسول: "لأنكم كنتم قبلًا ظلمة، والآن فنور في الرب" (أف 5: 8).
* يقول "جعل للظلمة موضعًا" [3] كمن يقول إن للعقل أيضًا موضع، فإن الظلمة تعرف أن تتراجع خطواتها، وتطمس ذاتها (قبل بزوغ النهار)... إنه يحثنا ألا نطلب محاسبة (الله). يقول: "لماذا توجد الظلمة؟ ألا تعرف الله أنه الكلي القدرة، يفعل كل شيءٍ بحكمةٍ؟"
* "قد جعل للظلمة زمانًا، وهو نفسه يفحص كل شيءٍ، وكل أحدٍ" [3]. لقد وضع بنفسه زمانًا للظلمة، أي وضع حدًا للأشرار، حيث يتوقفون عن كونهم أشرارًا. هكذا يُقال لهم بالرسول: "لأنكم كنتم قبلًا ظلمة، وأما الآن فنور في الرب" (أف 8:5). يقول ذات الرسول العظيم لتلاميذ آخرين: "قد تناهى الليل، وتقارب النهار، فلنخلع أعمال الظلمة ونلبس أسلحة النور. لنسلك بلياقةٍ كما في النهار" (رو 12:13-13). لهذا جاء في نشيد الأناشيد عن مجيء الكنيسة: "من هذه المشرقة مثل الصباح؟" (نش 10:6). تُشَّبه الكنيسة بالصباح، أي بمعرفة الإيمان، تتحول من ظلمة الخطايا إلى بهاء نور البٌر...
إذ يفعل الله ما هو صالح، ويقوم بالتدبير، ولا يفعل ما هو شر، يضبط الأمور التي يفعلها الأشرار حتى لا تسير الأمور إلى ما هو رديء، بل يفحص نهاية كل الأمور ونهاية كل أحدٍ، ويحتمل كل الأشياء في طول أناةٍ، ويرى نهاية المختارين، إذ يتحول الشر بالنسبة لهم إلى الخير...
لقد رأى الله نهاية ما يصل إليه شاول حتى وهو يضطهد (الكنيسة)، يراه يسقط على الأرض يقول: "يا رب ماذا تريد أن أفعل؟" (أع 6:9)...
رأى أهل نينوى يعصون، لكنه تطلع إلى نهاية عصيانهم في ممارستهم الإصلاح (التوبة).
أيضًا رأى نهاية سدوم العاصية، وتطلع إلى نهاية احتراق الشهوة في نار جهنم.
رأى نهاية عالم الأمم، حيث انشغل في ظلمة الشرور، كيف أنه يومًا ما يتلألأ بنور الإيمان.
البابا غريغوريوس (الكبير) الله الخالق العجيب في أعماله خلق الأرض وأوجد عليها الزحافات والوحوش، كما خلق الإنسان من ترابها. إنه لا زال طبيعة جديدة تليق بالحياة الأبدية.
* من أرض واحدة تخرج الزحافات والوحوش المفترسة والقطيع وعليها تثبت الأشجار، وتوجد الأطعمة والذهب والفضة والنحاس والحديد والحجر!
|