منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 02 - 04 - 2023, 07:49 PM
الصورة الرمزية walaa farouk
 
walaa farouk Female
..::| الإدارة العامة |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  walaa farouk غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122664
تـاريخ التسجيـل : Jun 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 368,203

قيامة لعازر كما رأتها ماريا فالتورتا:
****************************************

قيامة لعازر كما رأتها ماريا فالتورتا
يسوع يأتي نحو بيت عنيا عبر عين شمس.
لا بد أنهم قاموا بسيرٍ مُتعِب حقاً عبر الدروب الوعرة الخطرة لجبال أَدومين....
قبل أن يصلوا إلى منازل بيت عنيا الأولى، يراهم صبيّ صغير حافٍ، يُطلق صيحة،
ويرحل راكضاً نحو القرية، بكل سرعة ساقَيه الصغيرتين.
" سوف يُخطِر بالتأكيد أنك تصل"، يُلاحظ يهوذا تادّيوس بعدما ابتسم
مثل الجميع للقرار الحازم للصبي الصغير...
....

إنهم في مُنتصف الطريق تقريباً، حين يسمعون خلفهم صبيّ البرهة السابقه الصغير يتجاوزهم راكضاً،
ومن ثم يتوقّف في وسط الطريق لينظر، مُفكّراً ، إلى يسوع...
" السلام لك, يا مرقس الصغير، أخفت مني حتى هربت؟" يسأل يسوع وهو يُداعِبه.
"لا، يا رب، لم أخف. إنما بما أن مرتا ومريم أرسلتا منذ أيام ٍ عدّة خُدّاماً
إلى الطرق الآتية إلى هنا ليرَوا إن كنت تأتي، هرعت لأقول أنك آتٍ، الآن وقد رأيتك..."
"أحسنت صنعاً. فالأُختان سوف تُعِدّان قلبيهما لرؤيتي..."
" لا، يا رب. الأختان لن تستعدا بشيءٍ، لأنهما لا تعلمان شيئاً،
فلم يرد أناس أن أقول لهما ذلك. لقد أمسكوا بي حين قلت، وأنا أدخل الحديقة:
'هناك الربان'، وطردوني خارجاً قائلين: "إنك كذّاب أو أبله، فهو لن يأتي من الآن فصاعداً،
لأنه متأكد من الآن فصاعداً من أنه لا يستطيع أن يُجري المعجزة.
' وبما أنني كنت أقول أنك كنت أنت حقاً، صفعوني صفعتين كما لم أتلقّى منهما أبداً...
أنظر هنا إلى خدَّي الأحمرين..."
يسوع ينحني ليُقبِّل خدَّيه الصغيرتين المصفوعتين قائلا: "هكذا سوف تذهب الحكّة
. إنني حزين لأنك تألمت لأجلي..."
" أنا، لا، يا رب، لأن هاتين الصفعتين جعلتاني أستحق قبلتَين منك"...

...
ها هم عند شعريّة الحديقة. يُحاذونها....
"المُعلّم!" يقول الاوّلون الذين يرونه، وتجري هذه الكلمة مثل هدير الريح من مجموعة إلى أخرى،
تنتشر، تمضي، مثل موجةٍ آتية من بعيد، حتى تصل إلى المنزل...
يسوع يدخله ببطءٍ شديد، فيما الجميع يبتعدون....
...مرتا تخرج من المنزل وسط مجموعةِ يهودٍ أتَوا ليزوروا... تحمي بيدها عينيها المتعَبتَين من البكاء
، وقد أزعجهما النور، لترى أين هو يسوع.
تراه.
تنفصل عن الذين يرافقونها، وتركض نحو يسوع، ترتمي عند قدميه بعدما انحنت،
وتقبّلهما وتقول، مُنفجِرةً نحيباً: "السلام لك، يا معلم!"
يسوع أيضاً قال لها، ما إن رآها قربه: "السلام لك!" ورفع يده ليباركها...
مرتا تتابع: "لم يعد من سلامٍ لخادمتك."

ترفع وجهها نحو يسوع وهي لا تزال راكعة. وتصيح في صرخةِ ألمٍ تُسمع جيداً في الصمت
الذي حلّ: "لعازر مات! لو كنت هنا لما مات. لِم لم تأتِ أبكر، يا معلم؟...لقد ناداك كثيراً، لعازر، أخونا!.
. أنت ترى، الآن! إنني حزينة، ومريم تبكي من دون أن تقدر على منح نفسها السلام.
وهو لم يعد هنا. إنك تعلم كم كنا نُحِبُّه! كنا نرجو كلّ شيءٍ منك!..."
همسُ رأفةٍ بالمرأة ولومٍ مُوجّه إلى يسوع...
مرتا تستأنف الكلام، بعدما مسحت وجهها: "لكنني أرجو حتى الآن،
لأنني أعلم أن كل ما تطلبه من أبيك، سوف يُستجاب."
شهادةُ إيمانٍ مؤلمة، بطوليّة، مُعلَنة بصوتٍ تُرجِفه الدموع، بنظرةٍ ترتجف قلقاً
، بالرجاء الأخير الذي يرتجف في قلبها.
" أخوك سيقوم من الموت. إنهضي، يا مارتا."
مرتا تنهض لابثةً محنِيّة إجلالاً أمام يسوع الذي تجيبه: "أعلم ذلك، يا معلم.
سيقوم في اليوم الأخير."
"أنا القيامة والحياة. من يؤمن بي، وإن مات، فسيحيا. ومن يؤمن ويحيَ فيّ لن يموت إلى الأبد.
أتؤمنين بكل ذلك؟"
يسوع الذي تكلّم أولا ً بصوتٍ هامس بالأحرى لمرتا فقط، يرفع صوته قليلاً ليقول هذه العبارات
حيث يُعلِن قُدرته إلهاً، ورنّته الكاملة تتردّد مثل بوقٍ ذهبيّ في الحديقة الواسعة.
إرتعاشُ رعبٍ تقريباً يهزّ الحضور. لكن البعض يتهكّمون بعد ذلك، وهم يهزّون رؤوسهم.
مرتا ترفع وجهها، الذي كانت تحفظه منحنياً، نحو يسوع، ُمثبِّتةً عينيها المحزونتين
في حدقتَي المسيح البرّاقتين، وضامّةً يديها إلى صدرها، وتجيب بقلقٍ ُمختلف: "
نعم، يا رب.أؤمن بذلك. أؤمن بأنك المسيح، إبن الله الحيّ
، الآتي إلى العالم. وبأنك قادر على كلّ ما تشاء. أؤمن. سوف أُخطِر الآن مريم"
، وتبتعد سريعاً، متواريةً في المنزل.
اليهود الحاضرين بكثرة، يراقبونه.

...مريم تخرج من المنزل راكضة، بصيحتها المعتادة: "ربّوني!"
ترتمي عند قدميه اللتين تقبلهما منتحبة...
" السلام لك يا مريم. إنهضي، أنظري إليّ! لما هذا النحيب الشبيه بنحيب من لا رجاء لهم؟"
، يسوع ينحني ليقول بصوتٍ خافت هذه الكلمات...
"يا رب، لما لم تأتِ أبكر؟ لِم ابتعدت كثيراً عنا؟ لقد كنت تعلم أن لعازر مريض!
لو كنت هنا لما مات أخي. لِم لم تأتِ؟..."
" مريم لا تبكي! معلّمك يتألم أيضاً لموت الصديق الوفيّ... وجب عليه ان يدعه يموت..."
آه! يا لها من تهكمات على وجوه أعداء المسيح!
يسوع يقول بصوت أعلى: "انني أقول لك: لا تبكي.إنهضي! أنظري إليّ!
أتعتقدين بانني أنا الذي أحببتك كثيراً، فعلت ذلك بغير سبب؟ تعالي. هيا بنا إلى لعازر
. أين وضعتموه؟"

.....
...حين هم قرب الموضع، تقول: "هنا، يا معلم، مدفونٌ صديقك."
وتشير إلى الحجر الموضوع على نحوٍ منحرف عند مدخل القبر.
"إرفعوا هذا الحجر"، يصيح يسوع فجأةً، بعدما مسح دموعه.
تبدر من الجميع حركة دهشةٍ، يجري همسٌ في التجمع، وأرى بعض فريسيين
يلمسون جبهتهم وهم يهزون رأسهم كما ليقولوا: "إنه مجنون!"
ما من أحدٍ يُنفًذ الأمر. حتى لدى الأوف، شعورٌ بالتردُّد، بالنفور من القيام بذلك.
يسوع يكرّر أمره بصوت أقوى...
"يا معلم، هذا غير ممكن"، تقول مرتا جاهدةً لحبس دموعها حتى تتكلم:
"مضت أيام أربعة وهو تحت. وتعلم بأيِّ مرضٍ مات! وحده حبنا كان يمكنه الإعتناء به...
إنه بالتأكيد ينتن بشدةٍ الآن، على رغم المراهم... ماذا تريد أن ترى؟ نتانته؟... إننا لا نستطيع...
حتى بسبب نجاسة الفساد و..."
"ألم أقل لك إذا آمنت، فسترين مجد الله؟ إرفعوا هذا الحجر، أشاء ذلك!"
إنها صيحةُ مشيئةٍ إلهية..." آه" مخنوقة تخرج من كل الصدور. الوجوه تبدو شاحبة،
البعض يرتجفون، كأن ريح َ موتٍ باردة عبرت فوق الجميع.
مرتا تشير إلى مكسيمينوس، وهذا يأمر الخدام بالتزوُّد بالأدوات التي يمكن ان تُفيد في تحريك الحجر الثقيل.
...أخيراً يرفعون الحجر ويجرّونه باحتراس... نتانة كريهة تخرج من الفجوة المعتمة، وتجعل الجميع يتراجعون.
مرتا تسأل بصوتٍ خافت:"يا معلم، أتريد أن تنزل إلى هناك؟ إن نعم، تلزم مشاعل..." لكنها شاحبة لفكرة أن عليه أن يفعل ذلك.
يسوع لا يجيبها. يرفع عينيه نحو السماء، يُصلّب ذراعيه ويصلّي بصوتٍ عالٍ جداً، مؤكّداً على الكلمات"أبتاه! أشكرك لأنك استجبتني. كنت اعلم انك تستجيبني دوماً، لكنني أقول هذا لأجل الحاضرين هنا...."
يلبث برهةً بعد هكذا، ويبدو مخطوفاً في نشوةٍ من فرط ما هو متجلّ، فيما ينطق بكلماتِ صلاةٍ أو عبادة خفيّة، لا أدري، من دون أن ُيصدِر أي صوت. ما أدريه هو أنه تجاوز الإنساني إلى حد أننا لا نستطيع النظر إليه من دون أن نشعر بقلبنا يرتجف في صدرنا. يبدو أنه من جسدٍ غدا نوراً...

...
يلبث هكذا بعضَ وقتٍ، ثم يعود هو : الإنسان، إنما بجلالٍ قوي. يتقدم حتى عتبة القبر. يُحرِّك يديه إلى الأمام، ويصيح بصوتٍ قوي، بصيحةٍ أقوى من التي أمر بها الرياح بالسكون فوق البحيرة، بصوتٍ لم أسمعه منه أبداً في أي معجزة: "يا لعازر! تعال خارجاً!"
الصدى يردِّد صوته في جوف القبر، من المؤكد أننا نسمع مجدداً من كل الجهات: "خارجاً! خارجاً!..."
كلهم يشعرون برعشةٍ أكبر...
مرتا كأنها مسحورة وهي تنظر إلى يسوع، إلى الوراء قليلاً وجانباً. مريم تقع على ركبتيها عند حافة القبر، يدٌ على صدرها لتهدئ خفقات قلبها، والأخرى تمسك لا شعورياً وبتشنجٍ ذيلاً من رداء يسوع، وندرك أنها ترتجف...
شيءٌ ما أبيض يبدو أنه يطلع من أعمق أعماق الدهليز... من كان ميتاً، مشدوداً في رباطاته، يتقدم على مهل، مرئياً دوماً أكثر، شبحيّاً، مُدهشاً.
يسوع يتراجع، يتراجع، شيئاً فشيئاً، تلقائياً، إنما في استمرارٍ كلما تقدم لعازر.
لعازر عند حافة القبر من الآن فصاعداً، ويتوقف هناك، شبيهاً بتمثال جفصيني....
"آه" واضحة أكثر فأكثر تخرج من الحناجر التي أخرسها في البدء ألم الإنتظار...
يسوع يصيح بصوتٍ عالٍ: "فكّوا رباطاته، ودعوه يذهب. أعطوه ثياباً وطعاماً."

(الانجيل كما كشف لي-٨- فالتورتا)
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
+من صلوات ماريا فالتورتا إلى العذراء مريم+
سيدة فاتيما إلى جانبي (ماريا فالتورتا)
عن رؤيا ماريا فالتورتا للملاك رؤفائيل
كلام الرب للرعاة كما كشف لي ماريا فالتورتا
ماريا فالتورتا عن احد الشعانين


الساعة الآن 05:11 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024