كم بحثت عنك يا يسوع، كم ناجيتك في كلّ مرّة . أين كنت وسط كل ما أمرّ به؟ أين كنت وسط هذا الألم و وسط هذه الحيرة؟ لما لم تمدّ يديك و تنتشلني من فوضى مشاعري و أفكاري كما خيّل لي؟ لما لم تكسر بحضورك مرير انتظاري وتضيء ظلمة غرفتي؟
أنت من مشيت على الماء وأسكتّ بسلطانك الطبيعة الثائرة، لِما لم تأتي و تُسكت أنين قلب ابنك؟ و يخطر لي في كلّ مرّة هل فعلاً أنا ابنك و أنت أبي؟ أم أنه مجرد اصطلاح لوصف علاقتنا، لكنك دعوتنا أبناء لك و نحن ندعوك أبًا لنا. هل نعيش هذا حقًا؟ هل أعيش أنا هذا حقًا؟ لماذا إذًا لا أختبره في حياتي؟ أو بالحري في أحلك ظُلمات طريقي؟ كل هذه التساؤلات و أكثر كانت تتهافت على رأسي و لها وقع الحجارة في جعلي مُنهكاً و مُغمى عليه لا أقوى على الدفاع أو المحاججة. إلى متى سأبقى على هذه الحال؟ و هل سأبصر نوراً في نهاية هذا النفق ؟ وكل ما أسمعه هو سكوتك الثقيل و صمتك الذي كاد يقتل رجائي.