26 - 03 - 2023, 11:36 AM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
أَوْ يَكُونُونَ كَالتِّبْنِ قُدَّامَ الرِّيحِ،
وَكَالْعُصَافَةِ الَّتِي تَسْرِقُهَا الزَّوْبَعَةُ [18].
يرى أيوب أنه لا يعني حديثه عن نجاح الأشرار أنهم بالحق ناجحون، فهم كالتبن قدام الريح، وكالعُصافة التي تسرقها الزوبعة. أنهم تافهون يفقدون كل قيمة، مهيأون للدمار، فيتعرضون له في عز مجدهم وسطوتهم.
*حين يُرى الشرير في قوة، وحين يكون كمن ليس له من ضابطٍ أو مُقاومٍ لأعماله العنيفة، يحسبه الضعفاء كالصابورة (ثقل يستخدم لموازنة السفينة أو المنطاد). وأنه متأصل في هذا العالم. ولكن إذ يأتي الحكم الحازم من قبل الديان، "يكون الأشرار كالتبن قدام الريح"... "وكالرماد الذي تنثره الزوبعة". حياة الإنسان الشرير في عيني القدير مثل الرماد، هذا الذي قد يبدو أخضر إلى لحظة، لكنه يُرى كمن قد تبدد بالحكم الإلهي، يُترك جانبًا للاحتراق الأبدي. هذا الرماد تبدده الزوبعة. في هذا "يأتي إلهنا ولا يصمت. نار قدامه تأكل، وحوله عاصف جدًا" (مز 50: 3).
البابا غريغوريوس (الكبير) الريح الذي لا غنى للأشجار عنه لكي تتعمق جذورها وتكثر ثمارها، هو بعينه الذي يبدد التبن وينثر العصافة، فلا يكون لها موضع استقرار. فما يبني المؤمن يحطم الشرير.
إن كانت الريح تشير إلى الروح القدس، فإن الروح القدس الذي به يتحقق ميلاد المؤمنين كأبناء لله في مياه المعمودية، وبه يتجددون حتى يصيروا بالحق أيقونة المسيح، هو نفس الروح القدس الناري الذي لن تقدر أشواك الخطية أن تقف أمامه، بل تحترق!
|