تشير عبارة "آمنتُ، يا ربّ " إلى الَأعْمى الذي لم يستردَّ بَصَر عينيه فحسب، إنَّما استردَّ أيضا بصيرته الرُّوحيَّة حين وجد يسوع، فأعترف به سيداً فنبيًا ثم رَبًا، على مثال اعتراف المرأة السامرية (يوحنا 4: 5-42)؛ ولا بدَّ من أنه كان مستعداً لهذا الإيمان بفعل الروح القدس الذي في قلبه وبتأمله في المعجزة التي صنعها يسوع له. أمَّا عبارة "آمنتُ" في الأصل اليوناني Πιστεύω (معناها "الحظوة بالاستقرار" هو نفس الفعل في العبرية אֱמוּנָה: "يؤمن" يعني "الاتكاء على"، "الاعتماد على") فتشير إلى الاتكال على الله وعلى كلمته التي بها سيتمكَّن الإنسان من الاستقرار بعد مروره بالشِّدة، وهكذا نستطيع أن نترنَّم مع صاحب المَزامير "نُعايِنُ النُّور بِنُوركَ (مزمور 36: 9)؛ ويُعلق القديس أوغسطينوس "عَرَفَ الَأعْمى يسوع ليس فقط كابن الإِنْسانِ كما اعتقد قبل ذلك، بل ابن الله أيضًا الذي أخذ جسدنا". ونحن ما الذي نستطيع أن نراه في المسيح ما لم نكن نستطيع رؤيته من قبل؟