فسَمِعَ يسوع أَنَّهم طَردوه. فلَقِيَه وقالَ له: ((أَتُؤمِنُ أَنتَ بِابنِ الإِنْسانِ؟))
تشير عبارة "فسَمِعَ يسوع أَنَّهم طَردوه" إلى معَرَفَة يسوع خبر طرد الَأعْمى وكان سبب طرده هو إصراره على اعترافه بالحق من جهة شفائه، وإقراره بانَّ يسوع نبي. وفي هذا الصدد يقول يسوع " طوبى لَكمُ إِذا أَبغَضَكُمُ النَّاس ورَذَلوكم وشتَموا اسمَكُم ونَبذوه على أَنَّه عار مِن أَجلِ ابنِ الإِنْسانِ"(لوقا 6: 22). أمَّا عبارة "لَقِيَه " فتشير إلى مبادرة المسيح في البحث عن الَأعْمى الذي طرده الفِرِّيسيُّونَ، وحرموه من حقه كعضوٍ في شعب الله فوجده. بحث عنه حتى وجده لكي يُعزّي قلبه ويُقوِّي إيمانه، وفيه صدق صاحب المَزامير " إِذا ترَكَني أَبي وأُمِّي فالرَّبُّ يَقبَلني" (مزامير 27: 10). فالمسيح يبحث عن كل من خسر شيئاً لأجله مُعطيًا إيَّاه اختبارًا أعمق. إنه " أبو اليَتامى ومُنصِفُ الأَرامل " (مزمور 68: 6). التقى الَأعْمى مع ابن الإِنْسانِ الآتي من السماء ليَجْمَع البشر، انه مسيح المَطرودين والمَرذولين.