رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مَعَ مِلْءِ رَغْدِهِ يَتَضَايَقُ. تَأْتِي عَلَيْهِ يَدُ كُلِّ شَقِيٍّ [22]. بعد أن وصف صوفر الارتباكات التي تحل بالظالم القاسي، يبين هلاكه التام. فمع نوال ما كان يشتهيه بطريقٍ أو آخر، تتحول أيدي الأشقياء إلى سبله. ما فعل يُفعل به. كما كانت يده على الغير ظالمة، تمتد أيادي الأشرار عليه. * "عند ملء كفايته يتضايق " [22]. أولًا يركض لاهثًا ليكدس الأشياء التي يجمعها بالطمع، وإذ يجمع الكثير جدًا، كما في بطن الطمع "عند ملء كفايته يتضايق"، إذ يمتلئ بالقلق كيف يحفظ ما قد ناله، فيصير ملؤه موضوع ضيقه. فإذ أنتج حقل أحد الأغنياء محصولًا ضخمًا، وليس لديه موضع للتخزين قال: "ماذا أعمل، لأن ليس لي موضع أجمع فيه أثماري. وقال: أعمل هذا. "أهدم مخازني وأبني أعظم" (لو 12: 17-18). إذن هذا الذي تضايق بفيض الخيرات قال: "ماذا أعمل؟". كان في همٍ، كما لو أن كثرة الطعام قد ضغطت عليه. * "يحترق بالحرارة، ويسقط عليه كل ويلٍ" [22]. بعد اقتنائه عطايا من الثروة، يحقق مشتهاه، ويحضره إزعاج آخر. يحل به الخوف والقلق ليحفظ في أمان ما قد كلفه من متاعبٍ لا حد لها لكي يقتنيه. من كل جانب يرتعب من المتآمرين، ويخشى لئلا يحل به ما فعله هو بالغير. يخشى لئلا يتعرض لعنفٍ من شخصٍ أقوى منه. عندما ينظر فقيرًا يتطلع إليه كلصٍ. يخشى الأشياء ذاتها التي ذخرها، لئلا بسبب ضعف طبيعته الموروثة تضيع بالإهمال. في كل هذه الأمور فإنه بسبب الخوف ذاته من العقوبة يعاني البائس بشدةٍ من الخوف مما قد يعانيه. لكن إنه لأمان عجيب للقلب الذي لا يطلب ما هو ليس لنا، بل يقنع بما يناله يومًا فيومًا. الأب غريغوريوس (الكبير) ولما كان المصارع يحتمل الأحزان التي حلت عليه بنفسٍ عظيمة، واثقًا في المنافع التي يجلبها الصبر، هدده (صوفر) بأن المستقبل سيكون أشر من الماضي. الأب هيسيخيوس الأورشليمي القديس كيرلس السكندري القديس جيروم |
|