منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 24 - 03 - 2023, 09:54 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,567

دعوة مريم لتكون اما لله








البشارة 2

جاء من رسالة القديس البابا يوحنا بولس الثاني (1978-2005) “أم المخلص Redemptoris Mater (في 25 مارس 1987) والتى القى فيها الضوء على دعوة مريم لتكون اما لله والتعبير ” الممتلئة نعمة” اصبح بالفعل اسمها الجديد والذي يشير ان ملء النعمة التى نالتها كان بسبب دعوتها الفريدة ما يلي: “من المؤكد ان مريم قدمت الى سر المسيح خلال ذلك الحدث الا وهو “البشارة” التى جاءتها من ملاك الرب. تلك البشارة قد حدثت في الناصرة من خلال ظروف ثابتة من تاريخ اسرائيل والذي فيه اخذ الشعب الوعد من الله. قال الملاك الى العذراء:” «سَلاَمٌ لَكِ يا ممتلئة نعمة اَلرَّبُّ مَعَكِ”(لوقا28:1)، ولكن مريم “». فَلَمَّا رَأَتْهُ اضْطَرَبَتْ مِنْ كَلاَمِهِ، وَفَكَّرَتْ: «مَا عَسَى أَنْ تَكُونَ هذِهِ التَّحِيَّةُ!»“(لوقا29:1)، فما الذي تعنيه تلك الكلمات الغير عادية وخاصة “الممتلئة نعمة – kecharitomene.

اذا ما اردنا التأمل معا ومع مريم في تلك الكلمات وخاصة تعبير ” الممتلئة نعمة” يمكننا ان نجد صدى واضح في موضوع ” النعمة” من رسالة بولس الرسول لأهل أفسس”“وَلكِنْ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا أُعْطِيَتِ النِّعْمَةُ حَسَبَ قِيَاسِ هِبَةِ الْمَسِيحِ.”(افسس7:4). بعد تلك التحية واللقب الجديد في البشارة من رسول السماء دعيت عذراء الناصرة ب “مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِي النِّسَاءِ»“(لوقا28:1)، وفيما بعد من اليصابات بوحي من الروح القدس ب “«مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِي النِّسَاءِ”(لوقا42:1)،انه بسبب تلك البركة والتى فيها ابانا السماوي “بَارَكَنَا بِكُلِّ بَرَكَةٍ رُوحِيَّةٍ فِي السَّمَاوِيَّاتِ فِي الْمَسِيحِ”(افسس3:1).

انها بركة روحية والتى هي لكل الناس والتى تحمل في ذاتها الملء وعموميتها لأنها “كل بركة”. انها تفيض من ذلك الحب والذي بالروح القدس يوحد الابن بالأب، في نفس الوقت انها البركة التى تفيض من خلال يسوع المسيح عبر التاريخ البشري حتى النهاية لكل البشر. تلك البركة تشير الى مريم بدرجة خاصة وغير مسبوقة لأنه تم تحيتها بواسطة الملاك واليصابات ب ” مباركة انت في النساء”. هذه التحية المزدوجة تعكس في الحقيقة من هي مريم ” الممتلئة نعمة”.

“السلام لكِ أيتهـا الـممتلئة نعـمة،الرب معكِ،مباركة أنتِ فى النساء” (لوقا28:1)- هنا قبلت مريم من الـملاك لقبـاً جديداً، فلم يناديها باسمها الأرضي المناسب يا “مريم” بل أعطاها لقبا جديدا وهو “الـممتلئة نعـمة” وكأن هذا هو اسمها الحقيقي. لم تكن هذه بالتحية العادية كقول “يوم سعيد” ولا حملت معنى “سلام” او “شالوم”بالعبريـة، لكن الكلمة اليونانية للسلام هنا “شيريـه” تعنى كمال معنى الفرح. لقد إستخدم بعض أنبياء العهد القديم ذات التحية موجهة الى “إبنـة صهيون” يسألونهـا أن تفرح جداً بل تصرخ علانية: “ترنمي يا إبنـة صهيون،اهتفي…افرحي (شيري) وابتهجي من كل قلبك يا إبنة اورشليم”(صفنيا14:3و17). “إبتهجي (شيريـه) جدا من كل القلب والنفس يا إبنة صهيون هوذا ملكك يأتيك…ويسكن فى وسطكِ” (زكريا9:9). فى القديم جاءت التحية “إفرحي يا إبنة صهيون” وعبريـا تعنى “راني نيوخانـاه”، وفى البشارة جاءت التحية للعذراء “إفرحي يا ممتلئة نعـمة” وعبريـا تعنى “راني شانيناه”،انـه تشابه عجيب. انهـا دعوة للفرح بالـمسيّا الآتـى،مريم صارت

تجسداً لإبنـة صهيون التى تنتظر الـمخلص فلتفرح وتبتهج.

” الممتلئة نعمة” ترى ماذا يعني ذلك الأسم؟ ولماذا وجهه رئيس الملائكة جبرائيل لعذراء الناصرة بتلك الطريقة؟

في لغة الكتاب المقدس ” النعمة” هي عطية خاصة والتى هي طبقا للعهد الجديد لها مصدرها من حياة الله اي الثالوث الأقدس فالله محبة “وَمَنْ لاَ يُحِبُّ لَمْ يَعْرِفِ اللهَ، لأَنَّ اللهَ مَحَبَّةٌ.”(1يوحنا8:4)، ثمرة هذا الحب هو “الاختيار” والذي تكلم عنه بولس الرسول في رسالته لأهل أفسس”كَمَا اخْتَارَنَا فِيهِ قَبْلَ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ، لِنَكُونَ قِدِّيسِينَ وَبِلاَ لَوْمٍ قُدَّامَهُ فِي الْمَحَبَّةِ”(افسس4:1)، فمن جهة الله هذا الاختيار هو رغبة ازلية لانقاذ الانسان من خلال الاشتراك في طبيعته كما جاء: “كمَا أَنَّ قُدْرَتَهُ الإِلهِيَّةَ قَدْ وَهَبَتْ لَنَا كُلَّ مَا هُوَ لِلْحَيَاةِ وَالتَّقْوَى، بِمَعْرِفَةِ الَّذِي دَعَانَا بِالْمَجْدِ وَالْفَضِيلَةِ، اللَّذَيْنِ بِهِمَا قَدْ وَهَبَ لَنَا الْمَوَاعِيدَ الْعُظْمَى وَالثَّمِينَةَ، لِكَيْ تَصِيرُوا بِهَا شُرَكَاءَ الطَّبِيعَةِ الإِلهِيَّةِ”(2بطرس3:1-4). ان تأثير هذه العطية الأبدية لذلك الانسان المختار من الله تشبه “بذرة القداسة” او ينبوع يرفع النفس من خلال النعمة الى الملء فتعطى الحياة والقداسة لمن هم اختيروا. وهذه النعمة هي من فوق كما جاء:” كُلُّ عَطِيَّةٍ صَالِحَةٍ وَكُلُّ مَوْهِبَةٍ تَامَّةٍ هِيَ مِنْ فَوْقُ، نَازِلَةٌ مِنْ عِنْدِ أَبِي الأَنْوَارِ، الَّذِي لَيْسَ عِنْدَهُ تَغْيِيرٌ وَلاَ ظِلُّ دَوَرَانٍ.“(يعقوب17:1).

ان لقب او اسم “الـممتلئـة نعـمة”، وباليونانيـة (خاريتون) وهى تعنى الإمتلاء من النعمة حتى

الفيض وهذا الإمتلاء من النعمة هو عمل الرب فهو يملأ بنعمته كل محبيـه، وهذا الإمتلاء هو بدء التلامس بشخص الـمسيح. هذا اللقب أثبت الوضع الحالي “ايتها الـممتلئة نعمة” وليس التى تمتلئ نعمة.

ان حلول اللـه فى هيكل بشري يسبقه تقديس لهذا الهيكل كى يؤهل لهذا الحلول،وهنا كان الإمتلاء والتقديس لـمريم منذ البدء. “ممتلئة نعمة” تعنى ان مريم مثال لعلاقة جديدة بين اللـه والإنسان،فلقد حاول الإنسان منذ القديم أن يتقرب الى اللـه،فقّم لـه ذبائح وتقدمات إسترضاء وإستعطاف وإتقاء،غير ان اللـه لم يرتض بهذه الذبائح لأنهـا بقيت حاجزا بين اللـه والإنسان،وأعطى اللـه للإنسان عن طريق الوحي الطريق الوحيد لإرضاء اللـه وهو قلب الإنسان فيقدمـه ذبيحة للرب. فى القديم بعض الوسطاء قد جسدوا حضور اللـه للشعب بتابوت فيه عصا ولوحا العهد والذى كان رمزاً للعهد مع اللـه وكلامـه، وبعد بناء الهيكل وهو الـمثال الحي لوجود اللـه بين شعبه،وها الآن إختار اللـه من بين الذين أخلوا قلوبهم لإستقبالـه فحلّ فى أحشاء مريم الطاهرة ليدخل العالـم ويعيش بين الناس. هذه العلاقـة الجديدة بين اللـه والإنسان وهذا الـمثال وضح تماما فى مريم بنوع فريد وقد أرادهـا اللـه فى قلب كل إنسان وهو الإمتلاء من النعـمة والـمتاحـة لكل فرد منـا.

صلاة: يا الله، الحكمة الأزلية، لقد صنعت كل شيئ بعدد ووزن ومقياس ولكنك أحببتنا بلا وزن ولا عدد ولا مقياس، فساعدنا يا الله لنكون جديرين بحبك العجيب. آمين.

اكرام: من العديد من تلك الأوقات والأعمال الغير مجدية او المثمرة لحياتك الروحية التي مرت

والتي خصصتها لأعمال الجسد ضع جانبا كل اهتماماتك الأرضية وخصص بعض الوقت للصلاة

طالبا من الله ان يخلق فيك قلبا جديدا.

نافذة: ياسبب سرورنا صلي لاجلنا

يتلى سر من اسرار المجد -طلبة العذراء المجيدة
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
مريم مختارة منذ الأزل لتكون أما ليسوع
مريم العذراء | مريم قد إختارها الله منذ الأزل لتكون أمـاً له
أن مريم مختارة منذ الأزل لتكون أما لإبن العلي
ان تعطيني امك القديسة مريم لتكون اما لي
أن البتول مريم قد انتخبت لتكون أماً لله


الساعة الآن 02:34 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024