فى التعليم الأرثوذكسي ليست الخطية هي التعدى وكسر قاعدة تستوجب العقاب فحسب بل هي انقطاع عن الحياة التي أنعم بها علينا الله, هي عطب قد أصاب الحياة التي وهبها الله لنا ولهذا السبب فإنَّ قصة الخطية الأصلية الأولى قدمها لنا الكتاب المقدس كفعل الأكل لأنَّ الأكل وسيلة الحياة, إنَّه الذي يحفظنا أحياء ويبقينا على قيد الحياة لكن هنا يكمن السؤال الأساسي, ما معنى أنْ نكون أحياء؟ وماذا تعنى لفظة حياة بالنسبة لنا؟ اليوم هذا المصطلح له معنى بيولوجى بالدرجة الأولى فالحياة على وجه الدقة تعتمد أساسًا على الطعام, وتعتمد عمومًا على الطعام الطبيعي وبأكثر شمولًا على العالم المادي, وبحسب الكتاب المقدس والتسليم المسيحي [التقليد] فإنَّ تلك الحياة بالخبز وحده تعنى الموت لأنَّها حياة مائتة زائلة, لأنَّ الموت مبدأ يعمل فيها دائمًا, والله كما نعلم لم يخلق موتًا لأنَّه مانح ومعطى الحياة, فكيف تُصبح الحياة إذن زائلة مائتة؟ ولماذا الموت والموت وحده هو النهاية الحتمية والقانون المطلق لذاك الذي يوجد ولكل موجود! تجيب الكنيسة: لأنَّ الإنسان رفض الحياة كما قدمها ووهبها الله وكما أعطاه إياها ففضَّل حياة لا تعتمد على الله بل على "الخبز وحده", فالإنسان لم يعص الله فقط وعُوقِب, بل بسقوطه غيَّر صميم العلاقة بينه وبين العالم, لقد أعطاه الله العالم كطعام وكأنَّ العالم مقدمًا للإنسان من الله بمثابة "طعام" أيّ كوسيلة حياة ليكون القصد منها الشركة مع الله [COMMUNION WITH GOD] حيث الحياة هنا تبلغ غايتها بل عمق محتواها فيه [فيه كانت الحياة والحياة كانت نور الناس]..