*كما أذكر إنني قلت بأن الطوباوي أيوب، وهو يحمل رمزًا للكنيسة المقدسة، يستخدم أحيانًا صوت الجسد (الكنيسة)، وتارة صوت الرأس (السيد المسيح). وبينما يتكلم عن أعضائها، فجأة يتحدث بكلمات رأسها. لذلك يضيف هنا: "لقد عانيت من هذا دون إثم يدي، بينما أقدم صلواتي الطاهرة لله" (lxx). لقد عانى دون إثم من يده، هذا الذي لم يفعل خطية، ولا وجد إثم في فمه" (1 بط 2: 22). ومع هذا فإنه احتمل ألم الصليب لأجل خلاصنا. إنه وحده فوق كل الآخرين صنع صلوات طاهرة لله، إذ في احتماله كرْب آلامه صلى من أجل مضطهديه، قائلًا: "يا أبتاه، اغفر لهم، لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون" لو 23: 24). كيف يمكن وصف نقاوة صلاة أكثر من هذه؟ من يقدر أن يفهمها أكثر من هذا؟
إنه يمنح حنو شفاعته حتى للذين مارست أياديهم الألم، فإن ذات دم مخلصنا الذي سفكه مضطهدوه في ثورتهم صاروا يشربونه بعد إيمانهم به، معلنين أنه ابن الله.