منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 16 - 03 - 2023, 06:39 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,583

أيوب | يَقْتَحِمُنِي اقْتِحَامًا عَلَى اقْتِحَامٍ



"يَقْتَحِمُنِي اقْتِحَامًا عَلَى اقْتِحَامٍ.
يَهْجِمُ عَلَيَّ كَجَبَّارٍ". [14]
لم يُصب أيوب بضربة واحدة قاضية، يموت فيستريح، لكنه أُصيب بضربات متوالية، ضربة تلو الأخرى، وجرح على جرحٍ. فمن جهة لم يسترح بموته، ولا أخذ أنفاسه بين الضربة والأخرى، بل صار يتوقع المزيد، فلا أمل من انتهاء متاعبه، أو حتى التوقف عند الحد الذي بلغ إليه.
ربما شعر كأن الله يقتحمه كجبارٍ، كما كان الملوك القساة حين يغلبون يأتون بأعضاء الأسرة الملكية المنهزمة، ويلقون بهم على الأرض، ويطأ الملك بقدمه على رقابهم، كنوِع من الاستعباد والإذلال والتشهير بهم.
يرى الأب غريغوريوس (الكبير) أن أيوب يتحدث عن عدو الخير الذي لن يتوقف عن اقتحام الكنيسة ليسلب الأعضاء الضعيفة كأسرى تحت سلطانه، فيهجم على الكنيسة كماردٍ جبارٍ. يحارب العدو الكنيسة كجماعةٍ، كما يحارب كل عضوٍ فيها بكل الوسائل الممكنة، حتى يحطم إن أمكن الكثيرين.
* "يقتحمني اقتحامًا على اقتحامٍ". تنكسر الكنيسة المقدسة باقتحامٍ على اقتحامٍ خلال أعضائها الضعيفة، عندما تُضاف خطية على خطية، حتى يبلغ الإثم إلى درجةٍ خطيرةٍ. ينطبق هذا على من يدفعه الطمع إلى السرقة، والسرقة إلى الخداع، فيدافع عن الخطية بالكذب...
"يلتقي به مثل المارد" (LXX). يمكن مقاومة العدو بسهولة إن كان الشخص لا يوافقه، سواء من جهة الارتداد عن الإيمان أو الاستمرار فيه. ولكن إن اعتادت النفس على الخضوع إلى إقناعاته، فبقدر ما تخضع لها، يصعب عليها جدًا أن تصارع ضده في قليلٍ أو كثيرٍ.
عدونا الشرير "مثل مارد" يحارب ضدها عندما تُغلب بعادة شريرة. ولكن غالبًا ما ترد الكنيسة المقدسة أذهان المؤمنين إلى التوبة، حتى بعد ارتكاب الخطايا وتغسلها من ممارسة الخطايا بفاعلية تأديب الإنسان لنفسه باختياره.
البابا غريغوريوس (الكبير)
قدم لنا القديس مار يعقوب السروجي في رسالته (19) التي أرسلها إلى دير مار اسحق جيولا صورة حيَّة عن مقاومة إبليس للبشرية. يقول إنه بدأ حربه بالكذب (يو 8: 44) ويود أن ينهيها بالضلال.
في الجيل الأول في جنة عدن، ألقى العداوة بين الله وصورته (آدم وحواء).
وفي الجيل السابع علَّم الإنسان الزنا، ودنّس أولاد الله (أولاد شيث الطاهر) ببنات قايين الطريد وجمالهن المزركش.
وفي الجيل العاشر امتلأت الأرض بالأثمة. أرسل الله الناموس الإلهي، يمد يد موسى كمصباحٍ ينير الأرض التي أظلمت.
وفي الجيل الرابع عشر امتلأت الأرض بعبادة الأصنام، ونُسي الله حتى في وسط شعبه. فأرسل الله إيليا النبي -موسى الثاني- ليعلن عن غيرته على مجد الله ضد الضلالة.
وفي آخر الأزمنة أرسل الله ابنه متجسدًا، وصار واحدًا منا، ليجعلنا معه ومثله، وأعطانا نفسه ليأخذنا لأبيه، ونزل إلى أسفل العمق ليرفعنا إلى قوة العلو، وتواضع غاية التواضع ليحتقر بتواضعه الأثيم ذاك الذي أراد أن يصير إلهًا بالاختلاس.
* يشن العدو حربًا ليخرج (المرء) من شكل إلى شكل آخر. وعندما يخرجه من ذلك الشكل، يبدأ يلوم نفسه بأفكار الكآبة التي يلقيها الشيطان في عقله، فيفكر أنه أساء التصرف يوم بدّل عمله والتحق بعملٍ آخر.
إنه يقلقه في كل الفرص، وفي كل ما يعمله، لكي يستقطبه، جاذبًا إياه إلى مشوراته الماكرة والمعاكسة.
القديس مار يعقوب السروجي

رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
أيوب | يُشْرِفُ عَلَى كُلِّ مُتَعَالٍ
أيوب | خِطْتُ مِسْحًا عَلَى جِلْدِي
أيوب | لاَ يَتَّكِلْ عَلَى السُّوءِ
أيوب | يُلْقِي هَوَانًا عَلَى الشُّرَفَاءِ
أيوب | بَلْ تُلْقُونَ عَلَى الْيَتِيمِ


الساعة الآن 03:33 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024