رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الاكتفاء “القناعة كنز لا يفنَى”. مقولة صحيحة إذا طبقناها على الأمور المادية. أما لو عِشنا بها في أُمور الله، فبِئسَ الحياة! إن حياتنا مع الله مثل مغامرة مثيرة: فيها الجديد كلَّ يوم، بل إننا سنظل إلى الأبد نكتشف المزيد من جمال إلهنا غير المحدود. ومن السطحية أن أقف عند حدٍّ مُعَيَّن وأكتفي بأقل القليل في معرفة الله وكلمته وأقنع باختباراتي مع الله في الماضي. الحقيقة، يا صديقي، هي أن حياتنا لا يمكن أن تكون جامدة، فنحن إما نتقدَّم أو نتراجع. وإن ما يحفظنا في حالة الرفعة والسمو هو أن نستمر في طلب المزيد، وما يجعلنا نستمر في الصعود ولا نتدهوَّر روحيًّا هو طلب المزيد من الصعود والارتقاء والنضوج. من ناحيةٍ أخرى، هناك دروس يريد الرب أن يُعلِّمنا إياها، لا يمكننا بحالٍ من الأحوال أن نتعلَّمها على الشاطئ. الاكتفاء بالوقوف على الشاطئ – وإن كان مُريحًا لنا - يعني أن نقنع بما يُمكن لاختبارات الشاطئ أن تمنحه. أمَّا لكي نرى «أَعْمَالَ الرَّبِّ وَعَجَائِبَهُ» علينا أن ننزل «فِي الْعُمْقِ» (مزمور١٠٧: ٢٣-٢٤). هذا ما فعله الرب مع بطرس: رحلة صيد فاشلة يأمرُه الرب بعدها أن «ابْعُدْ إِلَى الْعُمْقِ وَأَلْقُوا شِبَاكَكُمْ لِلصَّيْدِ»، يعقبها اندهاش كبير لاصطياد سمك كثير في توقيت غير مُعتاد، وإذا ببطرس يخرُّ عند رُكبتي الرب يسوع قائلاً: «اخْرُجْ مِنْ سَفِينَتِي يَا رَبُّ لأَنِّي رَجُلٌ خَاطِئٌ» (لوقا٥: ٤و٨). قد يرى الرب في حكمته أنه من اللازم لنا أن نجتاز ليلاً حالِكًا من الفشل والحيرة والتعب دون نتيجة، وذلك حتى يمكننا أن نتبع الرب في طاعة لأوامره وفي اتِّكال عليه وحده. وهذا ما لا يمكن أن يحدث على الشاطئ! |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
راق لي الاكتفاء بنفسي |
خطورة عدم الاكتفاء |
أسباب عدم الاكتفاء |
ماهو الاكتفاء؟ |
الاكتفاء |