منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 06 - 03 - 2023, 11:59 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,467

المعرفة عطية إلهية




المعرفة عطية إلهية!

خلق لله الإنسان على صورته ومثاله (تك 1: 27)، وقدم لنا أثمن عطية وهي الإرادة الحرة، له أن يختار بين الخير والشر، الالتصاق بخالقه، أو حتى مقاومة خالقه والتمرد عليه. لم يخلقه آلة جامدة يحركها الله دون اختيار من جانب الإنسان، وإنما وهبه العقل والقدرة على التفكير كما وهبه المعرفة الصادقة والحقيقية. هذه العطية يقدمها الله مجانا، كما يهبه القدرة على تنميتها أو تحطيمها حسبما يشاء.
أما سمات هذه العطية فهي:

1. عطية شخصية جماعية: هي عطية يقدمها الله للإنسان بصفة شخصية لكي تسنده في علاقته الشخصية بخالقه، كما في التعامل بصفة شخصية مع إخوته من بني البشر ومع الكائنات السماوية.
هذه العطية الشخصية يمكن أن تنمو في الجو الجماعي، كما يمكن أن تتحطم خلاله. فالصداقات المقدسة والأعمال الجماعية الروحية والعلمية تسند الشخص في نمو معرفته المستمر، كما أن الصداقات الشريرة يمكن أن تفسد هذه المعرفة وتحطمها.
في تعليق القديس غريغوريوس النيسي على (نش 1: 8) يبرز أن سرّ جمال الإنسان الداخلي، أن يسلك على أثار الغنم المقدس. فيرعى أعماقه لتتمتع بجمال المعرفة الصادقة، ونموها المستمر، حيث يتقبل في شركته مع القديسين النور الحقيقي، رب المجد يسوع، كسرّ استنارته وتمتعه بالمعرفة المقدسة الطاهرة الفائقة. يصير الإنسان أيقونة المسيح "الحكمة الإلهي، والنور الإلهي"، فيتمتع بمعرفة الأسرار السماوية المقدسة في حياته اليومية.
* "إن لم تعرفي (نفسك) أيتها الجميلة بين النساء، فأخرجى على أثار الغنم، وارعي جداءك عند خيام الرعاة" (نش 1: 8)... هذا هو الطريق المؤكد لحماية نفسكِ، ويمكن التحقق من أن الله قد وضعنا في مستوى أعلى بكثير من بقية المخلوقات، فلم يصنع السماوات على هيئته ولا القمر أو الشمس أو النجوم الجميلة أو أي شيء آخر تراه في الخليقة.
أنت وحدك قد خُلقت على مثال هذه الطبيعة التي تعلو فوق أي إدراك، على هيئة الجمال الأبدي وصورته، كما استقبلت البركات الإلهية الحقيقية، وختم النور الحقيقي، وستصير مثله عندما تنظر إليه. وعندما تقتدي به، هذا الذي يشرق في داخلك (2 كو 6:4) وينعكس نوره بواسطة طهارتك .
القديس غريغوريوس أسقف نيصص
* منْ مِنَ الكائنات الأرضية خُلق على صورة الله إلا الإنسان؟ ولمن أُعطى السلطان على كل الطبيعة ومخلوقاتها ليختصها لذاته؟
إنه لشرف أصيل يكلل جبينه ويسمو به إلى السماء، فوق الكواكب، أرفع من الشمس تشامخًا وعزة... ومع أنه أوضع منزلة من الملائكة لارتباطه بجسدٍ ماديٍ فقد وُهب قوة لفهم ومعرفة ربه وخالقه.
القديس باسيليوس الكبير
* يلزمنا أن نتعلم من الله ما نفكر فيه عن الله، فليس لنا مصدر للمعرفة سواه. قد تتدرب بكل حذاقة كما تشاء في الفلسفة العلمانية، ربما تسلك حياة بارة. هذا كله يساهم في الشبع الفكري، لكنه لا يعينك على معرفة الله. لقد تبنت ابنة فرعون موسى، فتعلم كل حكمة المصريين، بالإضافة إلى ذلك كان له ولاء لجنسه، فانتقم لما أصاب العبراني بقتل المصري، ومع هذا فلم يعرف الله الذي بارك آبائه.
القديس هيلاري أسقف بواتييه
2. معرفة ترتبط بالحياة التقوية المقدسة: فالشيطان يعرف الله أكثر منا من حيث المعرفة العقلية، ويعرف الكثير من الأسرار الإلهية والسماوية، لكنه يُحسب جاهلًا وغبيًا، بلا معرفة. وفي اليوم الأخير يقول الرب للأشرار: "لا أعرفكم من أين أنتم" (لو 13: 25)، مع أن الرب عارف بكل شيء، لكنه لا يعرف الأشرار معرفة الاتحاد معهم والالتصاق بهم، وكما يقول القديس أغسطينوس إنهم لا يستحقون أن يكونا موضع معرفته.
* "وتعرفون الحق". الحق غير متغير. الحق هو خبز، ينعش عقولنا ولا يسقط، يغَّير من يأكله، ولا يتغير فيمن يأكله. الحق هو كلمة الله... الابن الوحيد. هذا الحق التحف جسدًا من أجلنا لكي ما يُولد من العذراء مريم وتتم النبوة: "الحق نبع عن الأرض" (مز 85: 11). هذا الحق إذن وهو يتحدث مع اليهود اختفى في الجسد. لكنه لم يختفِ لكي يُنكر، وإنما لكي ما يُرجأ إعلانه، يُرجأ لكي ما يتألم في الجسد، ويتألم في الجسد لكي ما يخلص الجسد من الخطية. هكذا ظهر بالكامل بخصوص ضعف الجسد، وكان مخفيًا من جهة جلال اللاهوت.
القديس أغسطينوس
الإنسان ليس هو كل من له يدا إنسان وقدماه، ولا من كان عاقلًا فحسب، بل من يمارس التقوى والفضيلة بشجاعة.
القديس يوحنا الذهبي الفم
جميعكم واحد في المسيح يسوع. ليس أن البعض أصحاب معرفة مستنيرون، والآخرين أقل كمالًا في الروحانيات. ليضع كل واحدٍ جانبًا كل الشهوات الجسدية، فتكونوا متساوين وروحيين أمام الرب .
الشخص الذي يعرف يعمل أيضًا الأعمال التي تليق بواجب الفضيلة، ولكن يوجد من يمارس الأعمال وهو ليس بالضرورة بين أصحاب المعرفة. إذ قد يفهم أن يميز بين ما هو مستقيم وما هو خطأ، لكن ليس لديه معرفة بالأسرار السماوية. علاوة على هذا يفعل البعض الصلاح خشية العقوبة أو لنوال مكافأة، لذلك يعلمنا يوحنا أن الإنسان الذي له معرفة كاملة يمارس هذه الأعمال عن حب.
القديس إكليمنضس السكندري
* يستحيل على النفس غير النقية، مهما بلغت أشواقها نحو القراءة، أن تحصل على معرفة روحية. لأنه لا يقدر أحد أن يسكب دهنًا طيبًا أو عسلًا جيدًا أو أي سائل قيّم في إناءٍ قذرٍ كريه الرائحة، لأن الإناء الذي امتلأ بروائح كريهة يفسد ما يوضح فيه أكثر مما يتأثر هو من الشيء الصالح، لأن ما هو نقي يفسد بسرعة أكثر من تأثير النقي عليه.
* إن كنتم مشتاقين إلى الحصول على نور المعرفة الروحيّة، معرفة ليست خاطئة لأجل كبرياء فارغ لتكونوا رجالًا فارغين يجدر بكم أولًا أن تلتهبوا بالشوق نحو هذا التطويب الذي نقرأ عنه "طوبى للأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله" (مت 5: 8).
وبهذا تنالون ما قاله الملاك لدانيال "والفاهمون يضيئون كضياء الجَلَد، والذين ردّوا كثيرين إلى البر كالكواكب إلى أبد الدهور" (دا 12: 3)... وهكذا يَلزم المثابرة بالجهاد في القراءة مع السعي بكل اشتياق لنوال المعرفة العمليّة الاختباريّة أولًا أي المعرفة الأخلاقيّة.
فبعدما يبذلون جهودًا وأتعابًا كثيرة يستطيعون أن ينالوا المعرفة الروحيّة كمكافأة لهم من أجلها. وإذ يقتنون المعرفة لا من مجرد التأمل في الشريعة بل كثمرة لتعبهم يتغنون قائلين: "من وصاياك تَفَهَّمْت" (مز 119: 104).
الأب نسطور
* إن امتلأت السماء والأرض وكل ما فيهما من الله، إن عَبَرَ كل شيءٍ، وإن كان طبيعته منبسطة في كل الطبائع كالسُحب في الهواء، فالكثيرون يعرفون هذا من السمع.
قليلون يعرفونه من المطالعات.
بعضهم فقط من رؤية الطهارة، هذه التي تتطيّب بالطوبى، لا بالكلمات التافهة.
الشيخ الروحاني (يوحنا الدّلياتي)
3. المعرفة هي اقتناء المسيح نفسه: نزل حكمة الله إلينا متجسدًا لنقتنيه، فصارت الحكمة بالنسبة لنا لا تقف عند حدود الخبرات التي نتمتع بها نحن أو تمتع بها من سبقونا، ولا تقف عند البحث والدراسة فحسب، وإنما يليق بنا أن نقتني حكمة الله نفسه.
*لاحظوا أنه حتى ذاك نفسه الذي هو الحق والكلمة، والذي به كان كل شيء، وقد صار جسدًا ليسكن بيننا، مع ذلك يقول الرسول: "وإن كنا قد عرفنا المسيح حسب الجسد، لكن الآن لا نعرفه بعد"، لأن المسيح لم يرد فقط أن يهب ممتلكات لمن يكمل الرحلة، بل أيضًا أن يكون هو نفسه الطريق للذين يشرعون في السير.
القديس أغسطينوس
4. معرفتنا الحاضرة جزئية: مهما بلغت معرفتنا، فإننا مادمنا بعد في الجسد الترابي، تُحسب معرفتنا جزئية ناقصة. الله لا يبخل علينا بتقديم معرفة كاملة، لكنه يقدم ما هو جزئي لكي يلهب قلوبنا لطلب المعرفة الكاملة بروح التواضع، ولئلا نسقط في الكبرياء بسبب معرفتنا.
"فإننا ننظر الآن في مرآة، في لغزٍ (مرآة غامقة)، لكن حينئذ وجهًا لوجه. الآن اعرف بعض المعرفة، لكن حينئذ سأعرف كما عُرفت".
* مع أن كل واحد يطلب المزيد من المعرفة على الدوام، فإنها تبقى المعرفة ناقصة في كل الأمور بالنسبة لكمالها الحقيقي حتى يحل الزمن ليأتي ما هو كامل ويزول ما هو جزئي.
القديس باسيليوس الكبير
* "الآن أعرف بعض المعرفة، لكن حينئذ سأعرف كما عُرفت". ألا ترون كيف أنه بطريقتين ينزع عنهم الكبرياء؟ لأن معرفتهم جزئية، وحتى هذه ليست من عندهم. يقول: "لأني لست أعرفه، بل هو عرّفني ذاته". لذلك فإنه حتى الآن هو الذي أظهر أولًا نفسه، وهو الذي يسرع إليّ حتى أُسرع أنا إليه، عندئذ أكثر مما أنا عليه الآن .
القديس يوحنا الذهبي الفم
* في صوت اليمامة الذي يُسمع في أرض الموعد يليق بنا أن نرى المسيح يعلم بشخصه، نراه وجهًا لوجه، ولا نعود نراه في مرآة في لغز .
* إن كانت المعرفة تُعلن للذين يستحقونها فينالونها في مرآة، وهي لغز في العصر الحالي، وستعلن بالكامل عندئذ فقط، فمن الغباوة أن تظن أنه سوف لا يكون الأمر هكذا بالنسبة لبقية الفضائل .
* إنه يشجعها ويحثّها ألا تجلس خاملة هناك بل تخرج إليه خارجًا وتحاول أن تراه لا من الشبابيك، ولا من مرآة في لغز، بل تذهب إليه وتراه وجهًا لوجه. لأنه الآن إذ هي لا تستطيع أن تراه يقف هكذا خلفها وليس أمامها، يقف وراء ظهرها، وخلف الحائط.
العلامة أوريجينوس
* عندما سنؤمن جميعنا بذات الإيمان عندئذ تكون الوحدة، فإن هذا هو ما يدعوه بوضوح: "الإنسان الكامل". ومع ذلك يدعونا في موضعٍ آخر أطفالًا (1 كو 13: 11) حتى ونحن بالغون في العمر، لكنه يتطلع إلى مقارنة أخرى. إذ يقارن بين معرفتنا المقبلة فيدعونا الآن أطفالًا. فبقوله: "نعرف بعض المعرفة" يضيف أيضًا كلمة "لغز (ظلمة)" وما يشبه ذلك. بينما يتحدث هنا (رسالة أفسس) بخصوص أمر آخر بخصوص التغيير، إذ يقول في موضع آخر: "وأما الطعام القوي فللبالغين" (عب 14:5).
* هذا هو معنى التعبير: "كما عُرفت": ليس أننا سوف نعرفه كما هو، ولكن كما أنه يسرع نحونا الآن هكذا سنلتصق نحن به ونعرف الكثير من الأمور التي هي سرّية الآن، وسنتمتع بالمجتمع الأكثر طوباوية وحكمة.
* كمثال نحن نعرف الآن أن الله في كل موضع، لكننا لا نعرف كيف يمكن ذلك. نحن نعرف أنه أوجد الخليقة من لا شيء ولكن ليس لدينا فكرة عن كيفية تحقيق ذلك. نحن نعرف أن المسيح وُلد من عذراء ولكننا لا نعرف كيف وهكذا.
* ليست المعرفة هي التي تعبر بل الوضع الذي فيه تكون المعرفة جزئية. فإننا ليس فقط نعرف الكثير بل ما هو أعظم بكثير.
القديس يوحنا الذهبي الفم
* هذا يعني أن الأمور التي نسمع عنها الآن على مسئولية الكتب المقدسة نؤمن أنها هكذا. بعد القيامة سنراها بأعيننا ونتعرف عليها خلال الواقع، عندما تبطل المعرفة الجزئية، لأن المعرفة التي تقوم على السماع هي جزء من معرفة الشهادة بالعين والخبرة.
القديس ديديموس الضرير
* لم يكتشف بعد أحد أو سيكتشف ما هو الله في طبيعته وجوهره. فالاكتشاف يحدث في المستقبل. ليت هؤلاء الذين لهم فكر في هذا أن يبحثوا ويفكروا فيما سيتم في المستقبل.
يخبرني عقلي الذي على شكل الله عندما يمتزج ذاك الإلهي، أقصد الذهن والعقل، بما هو شبيه به؛ عندما تعود الصورة إلى أصلها الذي تشتاق إليه. هذا يبدو لي هو معنى هذه العبارة العظيمة أننا في الزمان المقبل سنعرف كما عُرفنا.
القديس غريغوريوس النزينزي
* الآن نحن نعرف بعض المعرفة ونفهم جزئيًا، ولكن عندئذ سيمكننا أن ندرك ما هو كامل عندما يبدأ لا الظل بل حقيقة عظمة الله وسرمديته تشرق وتعلن عن ذاتها بغير حجاب أمام أعيينا.
القديس أمبروسيوس
6. يليق بنا في التمتع بالمعرفة لا أن نقف عند الدراسة والقراءة، بل نطلب من الله "المعرفة" كإحدى مواهب الروح القدس. يقول الرسول: "فإنه لواحدٍ يُعطَى بالروح كلام حكمة، ولآخر كلام علم بحسب الروح الواحد" (1 كو 12: 8).

* لم يتعلَّم بولس الإيمان بالكلمات فحسب (معرفة كلاميَّة) وإنما تمتَّع بغنى الروح، حتى ينير الإعلان كل نفسه ويتكلَّم المسيح فيه .
القديس يوحنا الذهبي الفم
* تُعطَى المعرفة لا بالتعلم من كتاب بل باستنارة الروح القدس .
أمبروسياستر
في حديث للشباب لا يمنع القديس باسيليوس الكبير القراءة للشعراء والمؤرخين والخطباء ما دامت هذه القراءات نافعة. يكمل حديثه لهم قائلًا: [علينا أن نبتدئ بقراءة الفكر الدنيوي لنرتفع بعده إلى المقدسات وأسرار الإيمان... فإذا كان هناك من موافقة بين هذه الثقافة وعقائدنا، كانت معرفتها من الإفادة بمكان كبير، وإلا فالمقارنة في الحالة العكسية من شانها أن تثبت اعتقاداتنا الصحيحة.]
كما يقول إنه على الرهبان أن يقرأوا لا ما يحلو لهم، وإنما ما هو مفيد لحياتهم الروحية، وما يأمرهم به الرئيس، في أوقات مناسبة .
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
أن الفرح المسيحى هو عطية إلهية عظيمة
مزمور 105| أن أرض الموعد هي عطية إلهية
عطية إلهية لكن لها مسئولية إنسانية
فالحياة الأبدية عطية إلهية
❤الصبر هو عطية إلهية


الساعة الآن 07:01 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024