23 - 02 - 2023, 10:33 AM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
"وَقَعَدُوا مَعَهُ عَلَى الأَرْضِ سَبْعَةَ أَيَّامٍ وَسَبْعَ لَيَالٍ،
وَلَمْ يُكَلِّمْهُ أَحَدٌ بِكَلِمَةٍ،
لأَنَّهُمْ رَأُوا أَنَّ كَآبَتَهُ كَانَتْ عَظِيمَةً جِدًّا" [13].
لقد تواعدوا أن يأتوا ويلتقوا معُا عند أيوب، لكن ما يدهشنا أنهم بقوا صامتين سبعة أيام وسبع ليالٍ دون أن ينطقوا بكلمة، وعندما تكلموا هاجموه بعنفٍ شديدٍ، كما برأيٍ واحدٍ.
اظهروا في البداية حزنًا مُبالغ فيه، تبعه خصومة ومناقشات مرة وسط آلامه.
أي حب هذا دفعهم للاتفاق معًا والجلوس حوله وسط رائحة النتانة التي لا تُحتمل ولمدة أسبوع كامل؟ ولماذا التغير المفاجئ، على النقيض تمامًا؟
تُرى هل كانوا صادقين في محبتهم له، لكنهم قدموا حبًا بلا تمييز؟ أم كانت النية شريرة مخفية تحت ستار الحزن الشديد، فانفجر ما في داخلهم؟
يرى البابا غريغوريوس (الكبير)أن هؤلاء الأصدقاء يرمزون إلى الهراطقة الذين يظهرون في البداية حنوًا زائدًا، ومع صدق نيتهم للعمل إلا أنه ينقصهم روح التمييز.
لهذا يقول لهم أيوب: "أما أنتم فملفقو كذبٍ، أطباء بطالون كلكم" (أي 3:13-4).
لقد جاءوا كل واحدٍ من مكانه (11:2)، ومكان الهراطقة هو الكبرياء نفسه. جاءوا على موعد في اتفاق تحت ستار الحب والصداقة.
هكذا كثيرًا ما يتفق الهراطقة معًا على كنيسة الله، ويحملون مظهر الصداقة والخدمة والسلوك بالفضيلة.
أخيرًا فقد طلب الله منهم أن يسألوا أيوب أن يصلي عنهم، ويُقدم ذبيحة لأجلهم، هكذا لا تكف الكنيسة عن أن تصلي من أجل الهراطقة كي يتحولوا عن المقاومة، ويستردوا عضويتهم الكنسية، ويتمتعوا بالحياة الكنسية السماوية.
* كل هذه الإيماءات حسنة ولائقة بأصدقاء يكشفون عن تعاطفهم معه، لكن ما جاء بعد ذلك كان على النقيض. لم يكن من نفس النوع، بل على النقيض تمامًا ورديئًا. انظروا ماذا حدث. إنه لأمر لا يُصدق، تحدثوا كخصومٍ حاقدين.
* عندما تمتلئ النفس بالقنوط للحال لا تميل إلى سماع شيءٍ مما يقال. لهذا عندما جاء أصدقاء أيوب ورأوا كارثة بيته، والبار جالسًا في الحمأة، وقد تغطى بالقروح، مزقوا ثيابهم وتنهدوا، وجلسوا بجواره في صمتٍ، مظهرين إنه ليس ما يليق تقديمه بالمتألم هكذا سوى الهدوء والسكون. إذ كانت التجربة أعظم بكثير من أن يكون لها تعزية.
|