رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ومَن سَخَّرَكَ أَن تَسيرَ معه ميلاً واحِداً. فسِرْ معَه ميلَيْن. تشير عبارة "مَن سَخَّرَكَ أَن تَسيرَ معه ميلاً واحِداً. فسِرْ معَه ميلَيْن" إلى ما يفعله التلميذ في تقديم أكثر ما يطلبه الآخر منه. أمَّا عبارة "مَن سَخَّرَكَ" فتشير إلى مثلٍ ثالثٍ للأحوال التي يُفضِّل فيها يسوع أن يحتمل الإنسان الظلم على الدفاع عن حقِّه بروح الغضب والثأر والانتقام. أمَّا عبارة " ميلاً " فتشير إلى قياس روماني يساوي 1500 متر على الوجه التقريب أو مسافة نحو ثلث ساعة مشياً؛ وأمَّا عبارة " سَخَّرَكَ " فتشير إلى عادة رومانية حيث كان اليهودي تحت الحكم الروماني مُهدّدًا في أية لحظة أن يُسخِّره جندي روماني ليذهب حاملًا رسالة مُعيّنة على مسافة بعيدة بناء على النظام البريدي المُتَّبع في ذلك الحين، أو يُسخِّره القيام بعمل معين، كما فعل الجند مع سمعان القيرينيّ "بَينَما هُم خارِجون، صادَفوا رَجُلاً قيرينيّاً اسمُهُ سِمعان، فسَخَّروه أَن يَحمِلَ صَليبَ يسوع" (متى 27: 32). فالمبدأ يكمن في عدم مقاومتنا للشِّرِّير الذي يُسئ إلينا، لانَّ العنف يُولد العنف، والمَحبًة هي الرابحة في النهاية. ولكل إنسان خطيئة وعيوب قليلة كانت أو كثيرة، فماذا نربح إذا كنّا لا نغضُّ النظر ولا نتنازل عنها، ولا نغفر زلات بعضنا؟ ألا تسوء العاقبة؟ ويُعلق البابا بولس السادس: "إن لم تقضِ البشريّة على الحرب، فلسوف تقضي الحرب على البشريّة. وإن لم تقضِ البشريّة على العنف، سيقضي العنف على البشريّة!". أمَّا عبارة " ميلَيْن" فتشير إلى الميل الثاني فلا يعمل الإنسان ما يطلب منه عن مضض، وإنما يُقدّم أكثر ممّا يطلب منه بحرية لكي يربح نفسه ويربح الآخر بحبّه. وهو علامة قوّة الروح وانفتاح القلب بالحب، ويُعلق القديس أوغسطينوس " بالتأكيد إن الربَّ لا يقصد كثيرًا تنفيذ هذه الوصيّة بالسير على الأقدام، بقدر ما يعني إعداد الذهن لتنفيذ الوصيّة". تطلب منا هذه الآية أن تكون المَحبًة دستورَ تصرُّفنا حين يلحّ احدٌ علينا. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
لم ادير وجهي عنك |
نشبه تارة في تصرُّفنا الابن الأول، وتارة أخرى الابن الثاني |
نستجيب لوصية السيد المسيح بالسير نحو كمال المَحبًة |
علمنى ادير علاقاتى |
ادخر دائما 10% من دخلك! |