لما بلغت العذراء مريم الثالثة من عمرها وفى أبواها نذرهما وقدماها إلى الهيكل، وفي غضون إقامتها في الهيكل توفيا دون أن يعرفا شيئاً عن مستقبل ابنتهما، وقد جاء في الطقس الكنسي رأي آخر للآباء، ففي صلاة صبح يوم الجمعة في كتاب فرض الصلوات اليومية (الإشحيم) نقرأ ما ترجمته: «صارت مريم يتيمة الأب والأم، لقد مات أبواها وتركاها فنقلها الكهنة إلى بيت المقدس وفقاً لأمر موسى وربّوها، فانحدر رب الأنبياء إليها وباركها وقدسها هاليلويا، فلتكن صلاتها سوراً لنا وحمى» وفي الرأيين نرى أن العذراء ربيت في الهيكل منذ نعومة أظفارها، وصارت لله وحده تعبده تعالى وتخدم في هيكله مع النساء المسنات العابدات مثل حنة النبية بنت فانوئيل التي كانت «لا تفارق الهيكل»(لو 2: 37). وكانت العذراء مريم تدرس أسفار الوحي الإلهي، وتحفظ الناموس.