منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 01 - 02 - 2023, 08:55 PM
الصورة الرمزية walaa farouk
 
walaa farouk Female
..::| الإدارة العامة |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  walaa farouk متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122664
تـاريخ التسجيـل : Jun 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 367,853





ويكون لك طوق نجاة
عند شدائد الحياة وصعوباتها، نحتاج كثيرًا أن نسلّم لمشيئة الله
حتّى وإن لم نُدرك حكمته من السّماح بها؛ لكنّنا نُدرك بأنه يُحبّنا.
أحيانًا يطمئنُّ المؤمن إلى قُدراته الرّوحيّة، وإلى ما لديه من خبرات روحيّة في حياته مع الرّب
. والحقيقة أن أعظم اختباراتنا كمؤمنين، لا تعني أننا سننجو من متاعب الحياة.
إذ لدينا خصمٌ مقتدرٌ وهو الشّيطان، الذي يميل إلى ترهيب المؤمن
وترويعه كلما حقّق نموًّا وارتفاعًا روحيًّا. ذلك ما حدث مع تلاميذ المسيح
بعد أن رأوا بأمّ أعينهم قدرة معلمهم على صنع المعجزات،

وكيف استطاع أن يُشبع خمسة آلاف رجل ما عدا النّساء والاولاد بخمسة أرغفة وسمكتين
. شعر التلاميذ بالاطمئنان إذ كانوا يتبعون الذي يستطيع أن يزوّدهم بالوفرة لسدّ احتياجاتهم،
وبينما كان يسوع يصرف الجموع الذين أشبعهم،
قال لتلاميذه أن يدخلوا السفينة ويسبقوه إلى الجانب الآخر من بحيرة طبريّا.
ثمّ صعد إلى الجبل ليصلّي. ولمّا صار المساء، كان على الجبل وحده.
بدأ التلاميذ رحلتهم حيث كانت الرياح مواتية، والمياه هادئة.
لكنّ الرياح أتت بما لا تشتهي السفن، ففي المساء صارت سفينتهم معذّبة من الأمواج والرّياح مضادّة،
وعجزوا عن متابعة السفر إذ صرفوا جانبًا كبيرًا من الليل يعملون بمجاذيفهم دون أن يتقدّموا،
والمياة ابتدأت تدخل إلى القارب الذي كان مهدّدًا بالغرق. أخذ الخوف يتسلّل إلى قلوبهم
، فكيف لمُجري المعجزات أن يٌلزمهم بدخول السّفينة والإبحار؟
ألم يكن يعلم بالخطر المحدق الذي ينتظرهم وهو ربّ الأرض والبحر؟
بالتأكيد هو يعلم! لكنّه سمح بذلك الاختبار ليعرفوه بعمق أكبر،
وليتعلّموا درسًا جديدًا في الاتكال الكامل عليه.

لقد أرادهم أن يتعلّموا أنه توجد أوقات يسيرون فيها فوق المياه الهادئة
، وأوقات أخرى يتعرّضون للانزلاق إلى حيث لا يريدون. كان عليهم أن يتعلّموا كيف يواجهون العواصف،
وكان عليهم أن يتحقّقوا من عدم كفايتهم أمامها. استمرّ عذاب التلاميذ
ومحاولاتهم اليائسة للنّجاة إلى الهزيع الرابع من الليل والظلام ما يزال شديدًا،
حتّى ظنّوا بأن الرّب قد تركهم وتخلّى عنهم.
من فوق قمّة الجبل وفي ظلمة الليل؛ رأى الرّب تلاميذه معذّبين في السّفينة.
عينا محبّته اخترقتا أستار الظلام، ولم يستغرق وقتًا لينتقل من على الجبل إلى وسط البحيرة
بينما الظلام ما زال مخيّمًا، دُهش التلاميذ إذ جاءهم الرّب ماشيًا على مياه البحر لينقذهم.
وبدلًا من أن يطمئنّوا ويرتاحوا ملأ الخوف قلوبهم وأخذوا يصرخون: "إِنَّهُ خَيَالٌ".
أي أنه شبح. وبصوت الرب المألوف لآذانهم سمعوه يقول لهم:"
تَشَجَّعُوا! أَنَا هُوَ. لاَ تَخَافُوا". أما تلميذه بطرس فصرخ قائلًا:
"يَا سَيِّدُ إِنْ كُنْتَ أَنْتَ هُوَ فَمُرْنِي أَنْ آتِيَ إِلَيْكَ عَلَى الْمَاءِ". فردَّ عليه يسوع قائلًا:
"تعال". وبدون لحظة تردُّد، نـزل بطرس من جانب السّفينة،

ولدهشته وجدَ نفسه يسير فعلًا فوق سطح المياه كما لو أن المياه أرضٌ يابسة.
وهنا تظهر قوّة الرّب التي سبق أن مارسها أمامهم مرارًا كثيرة.
نعم، سار بطرس فوق المياه السّاكنة، وكان كلّ شيء على ما يرام طالما كان نظره مثبّتًا على يسوع،
ولكن عندما التفت ليرى الأمواج العاتية الغاضبة، امتلأ خوفًا وأخذ يغرق في الحال
. وبينما كانت المياه ترتفع فوقه صرخ قائلًا: "يَا رَبُّ نَجِّنِي".
و"فِي الْحَالِ مَدَّ يَسُوعُ يَدَهُ وَأَمْسَكَ بِهِ وَقَالَ لَهُ: «يَا قَلِيلَ الإِيمَانِ لِمَاذَا شَكَكْتَ؟»"
. كان على بطرس أن يتذكّر أنه ما كان ليستطيع أن يسير على المياه
وكأنه يسير على أرض صلبة لولا مؤازرة الرّب له، وتلك القدرة كانت بنفس القوّة
والشّدة سواء خلال العاصفة أم في السّكون. دخلَ يسوع وبطرس السّفينة الصغيرة
، وسرعان ما هدأت الريح. أما التلاميذ فشهدوا لقدرة الرّب الفائقة
حتى أنّهم خرُّوا أمامه ساجدين وقائلين له: "بِالْحَقِيقَةِ أَنْتَ ابْنُ اللَّهِ!".
لقد حضر الرّب لإنقاذهم في الهزيع الرابع، بعد أن ظنّ التلاميذ بأن المعلم قد تركهم يهلكون.
لكنّ الرّب دائمًا ما يختار وقت الاستجابة بحكمة المعلّم ومحبّة الأب.
ينتظر متأنيًّا ليعترف ابنه بالعجز وعدم القدرة، ويصبح مستعدًّا لأن يسلّم لمشيئته
فيحمله إلى شاطئ النّجاة، هامسًا في أذنه :"أنا هو، لا تخف".

ونحن اليوم نستطيع أن نعلن للرّب عجزنا ونقص حكمتنا أمام المحن والتجارب والضيقات التي تصيبنا.
ولتكن ثقتنا بالرّب راسخة، وليست كثقة بطرس التي تحوّلت إلى ثقة مرتعشة
في الوقت الذي حوّل نظره عن ربّ الظروف إلى الظروف، وعن القادر على معونته
إلى ذاته وعجزه وخوفه. هكذا هي حياتنا مع المسيح، كالسّير فوق الماء،
مستحيلة بشريًّا؛ لكننا نستطيع أن نحياها ونعلوا فوق تجاربها وضيقاتها
بمعونة الرّب وبقوّة الرّوح القدس؛ طالما أعيننا شاخصة إلى يسوع فقط بعيدًا عن أيّ شيء آخر.
فهو سيد الطبيعة، وربّ الأرض والبحر. ولا يوجد مكان لا تمتدّ إليه يد قدرته.
ثق صديقنا بأنه يتطلع إليك من خلال العاصفة والأمواج المتلاطمة،
وينتظر اللحظة المناسبة التي يأتي فيها إليك ويكون لك طوق نجاة،
فتختبر معه فرح الغلبة ومجد الانتصار.
لاَ يُلاَقِيكَ شَرٌّ، وَلاَ تَدْنُو ضَرْبَةٌ مِنْ خَيْمَتِكَ.
لأَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ لِكَيْ يَحْفَظُوكَ فِي كُلِّ طُرُقِكَ (مزمور 91: 10 – 11)
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
ويكون في يوم
فص مدح وداب
طوق نجاة
الأب نيكون
ويكون سلام


الساعة الآن 11:10 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024