رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هل تعاني من الوحدة؟ هل تعيش بانعزال عن الناس وبشكل مستقل؟ أم أنك تعيش منفرداً ووحيدا وأنت بين الناس وكأنك متروك؟ هناك فرق! من المهم أن ندرك أن وجودنا بمفردنا لا يعني بالضرورة أن نشعر بالوحدة . كما أن وجودنا مع الآخرين ليس ضماناً لعدم الشعور بالوحدة. إن مشاعر الوحدة تظهر على صورة ألم داخلي أو فراغ أو الشعور بعدم القيمة أو الفائدة. ومشكلة الوحدة تفشّت في المجتمع اليوم أكثر من الماضي. غير أن الله يريد أن يؤكد لكلّ من هو مقيد بمشاعر الوحدة بأنه ليس وحيداً، ويريد الله أن يخلصه ويريحه ويشفيه من هذه المشاعر المؤلمة. ولكن من المحزن أن عدداً كبيراً من الناس الذين يجتازون في تجربة فقدان عزيز لديهم، لا يتغلبون على حزنهم. فعندما تقع الفاجعة، وعندما يكون الألم غير محتمل، فإن إبليس يرى الفرصة سانحة أمامه ليأسر الشخص أو العائلة في عبودية الحزن ومشاعر الوحدة لفترة تستمر طويلاً. إن كلمة الله في الكتاب المقدس تؤكد كيف أن الله يهتم بالمجروحين ويريد أن يردّ لهم فرحهم وبهجة قلوبهم. وقد وعد المؤمنين به بأنه سيحوّل نوحهم وحزنهم إلى فرح، مقدماً نفسه كمرساة لكلّ نفس تؤمن به.. ليكون لها كمرساة السفينة التي تمنعها من التحرّك في الماء أثناء العاصفة . فالإيمان بالله يشبه المرساة التي تبقينا في قواعدنا عندما تتفاذفنا أمواج الحياة يمنة ويسرة. وأهمّ حقيقة علينا إدراكها والتمسك بها هي أن الله محبّة.. حين نضع رجاؤنا فيه ونثق بأنه يستطيع أن يحوّل أحزاننا إلى أفراح ، وأن يعطينا جمالاً عوضاً عن الرماد؛ حتى في أثناء اجتيازنا لمراحل الحزن المختلفة ، فسوف نختبر معه انتصاراً عظيماً على مشاعر الوحدة المؤلمة التي يحاول الشيطان جاهداً أن يرسخها في نفوسنا.. وبدلاً من الاستسلام لليأس نقول مع كاتب المزمور الثاني والأربعين .."لِمَاذَا أَنْتِ مُنْحَنِيَةٌ يَا نَفْسِي؟ وَلِمَاذَا تَئِنِّينَ فِيَّ؟ ارْتَجِي اللهَ، لأَنِّي بَعْدُ أَحْمَدُهُ، لأَجْلِ خَلاَصِ وَجْهِهِ". طُوبَى لأُنَاسٍ عِزُّهُمْ بِكَ. طُرُقُ بَيْتِكَ فِي قُلُوبِهِمْ. عَابِرِينَ فِي وَادِي الْبُكَاءِ، يُصَيِّرُونَهُ يَنْبُوعًا. (المزمور 84: 5 – 6) |
|