منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 01 - 02 - 2023, 05:48 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,705

حزقيال النبي وخطايا يهوذا


خطايا يهوذا

بعد أن عرض أنشودة السيف المدمر قدم ثلاث رسائل بخصوص يهوذا من جهة قائمة الخطايا التي ارتكبتها، وأثرها عليها. وشيوعها على كل المستويات:

1. قائمة بخطايا يهوذا:

قدم الرب ملخصًا لأهم الخطايا البشعة التي كانت ترتكبها مملكة يهوذا في ذلك الحين؛ وقد ركزها في أمرين: سفك الدم والتنجس بالأصنام، حتى لقب أورشليم بسفاكة الدم [3]،ونجسة الاسم [5]،بدلًا من أن تكون المدينة العادلة، المقدسة.
أ. دُعيت بسفاكة الدم، لأنها ارتكبت جرائم بشعة ذهبت ضحيتها دماء بريئة، لا بالمعنى الحرفي الضيق بل بالمعنى المتسع. لهذا اعتبر الرب إهانة الوالدين وظلم الغريب واضطهاد اليتم والأرملة وأخذ الرشوة والربا من المحتاجين هي جرائم سفك دم، لأن فيها اغتصاب لحقوق الآخرين وظلمهم.
والمسيحي، إذ يرى السيد المسيح متجليًا في كل إنسان، فإن كل اغتصاب لحق من حقوق الآخرين يُحسب إهانة موجهة للسيد المسيح نفسه.
هذا ما أكده السيد نفسه في موقفه يوم الدينونة العظيم، حيث يتطلع إلى الذين عن يمينه قائلًا: "الحق أقول لكم بما أنكم فعلتموه بأحد إخوتي هؤلاء الأصاغر فبي فعلتم" (مت 25: 40) وللذينعن يساره: "الحق أقول لكم بما أنكم لم تفعلوه بأحد هؤلاء الأصاغر فبي لم تفعلوا" (مت 25: 45).
ب. دعيت "النجسةالاسم"،لأنها صنعت نجاسات أساءت إلى الله نفسه الذي هو صاحب المدينة، لأنها "مدينة الملك العظيم". أهم هذه النجاسات هي الاستهانة بمقدسات الله وتنجيس سبوته، ارتكاب الزنا في أبشع صوره كالزنا مع القريبات المحرمات (مثلالكنة أو الأخت) أو امرأة القريب أو الزوجة الطامث...
2. إدانة يهوذا كزغل في نارٍ:

كانت إسرائيل قبل انقسامها إلى مملكتين (إسرائيلويهوذا) في عصر الملك داود وابنه سليمان كرأس ذهبية متلألئة، وبعد الانقسام صارت كقضيبين من فضة، أما وقد انحرفت المملكتان إلى عبادات متنوعة وثنية وانجرفت إلى سفك الدم والرجاسات فقد تحولتا إلى نحاس وقصدير وحديد ورصاص... أنواع معادن رخيصة ورديئة، بل صارت زغلًا، إذا وضعت في النار احترقت. فالعيب ليس في النار بل في المادة التي تتعرض للنار، إذا كانت ذهبًا أو فضة ازدادت نقاوة وبريقًا، أما إن كانت زغلًا فتستهلك وتلقي خارجًا.
في عتاب مُرّ يقول: "صارلي إسرائيل زغلًا" [18]،وكأنه يعلن أن ما صاروا إليه بسبب شرهم لا يتحملون آثاره وحدهم بل يسيئ لله نفسه الذي اقتناهم ودعا اسمه عليهم. إن كل خطيئة نرتكبها إنما تجرح مشاعر الله نفسه، لأننا أولاده، وبسببنا يُجدف على اسمه من الأمم.
3. شيوع الخطيئة في كل المستويات:

بعد أن قدم قائمة بأهم الخطايا البشعة التي ارتكبتها يهوذا فصارت زغلًا للرب، عاد ليؤكد أن هذا الوباء حل بالجميع: الأنبياء والكهنة والرؤساء، والشعب. صار الأنبياء كأسود لا لتحمي الشعب بل لتفترسه وترمل نساءه. والكهنة عوض تقديم الوصية الإلهية وتقديس الشعب بالعبادة النقية الخالصة خالفوا أحكام الله وفرائضه ونجسوا مقدساته خاصة سبوته. والرؤساء عوض بذلهم عن الشعب اهتموا بمكسبهم المادي وصاروا كذئاب خاطفة سافكة للدماء.
أما الشعب فصارت طبيعته الظلم والاغتصاب.
ويلاحظ أنه لا يقول: "أنبيائي،كهنتي، رؤساء شعبي، شعبي "وإنما يقول" أنبياؤها،كهنتها، رؤساؤها، شعب الأرض" [25-28]،لا يُريد أن ينسبهم إليه في شرهم، لأنهم رفضوه واعتزلوه، فرفضهم حتى يؤدبهم ويردهم إليه.
ويصف أورشليم بكل هذه المستويات هكذا: "أنتالأرضالتيلم تطهر، لم يمطر عليها في يوم الغضب" [24]. فقد رفض اليهود بكل طبقاتهم الإيمان بالمسيح يسوع، المطر النازل من السماء ليطهر العالم كله، ويجعل من القلوب فردوسًا خصبًا... لقد صاروا أرضًا بلا تطهير، بلا مطر أي بلا مسيح، ليس من يشفع فيهم في يوم الغضب!
هذا يُذكرنا بالعلامة التي طلبها جدعون من الله في الليلة الأولى: "ها إني واضع جزة الصوف في البيدر فإن كان طل على الجزة وحدها وجفاف على الأرض كلها علمت أنك تخلص بيدي إسرائيل كما تكلمت" (قض 6: 37)فكانت الجزة تُشير إلى الشعب اليهودي الذي قبل كلمة الله وحده دون سائر الأمم في العهد القديم، فكانت الجزة بها طل ماء وحدها وجفاف على الأرض كلها. أما الليلة التالية حيث تُشير إلى العهد الجديد فطلب العكس إذ صار طل على الأرض كلها وجفاف على جزة الصوف، فكان إشارة إلى رفض الأمة اليهودية السيد المسيح، كلمة الله، أو الطل السماوي، بينما قبل العالم الأممي الإيمان به. لقد صارت الأمة اليهودية الأرض التي بلا مطر!
أخيرًا إذ عرض لشمول الخطيئة في كل المستويات عاتبهم الله قائلًا: "وطلبتمن بينهم رجلًا يبني جدارًا ويقف في الثغر أمامي عن الأرض لكيلا أخربها فلم أجده" [30]. من هو هذا الرجل الذي يمكنه أن يبني سورًا أو جدارًا أمام غضب الله ويقف متشفعًا عن البشرية كلها لكيلا يخربها؟!
إنه ليس من كائن ما يقدر أن يحتمل غضب الله عن الأرض ويشفع فيها، لهذا أرسل ابنه الوحيد ابنًا للإنسان، هذا وحده يستطيع أن يسد هذه الثغرة ويقف حاملًا الغضب الإلهي في جسده عنا، يشفع فينا بدمه الطاهر ويردنا إلى حضن الآب.
في هذا يقول القديس أثناسيوس الرسولي:
[حيث أنه كلمة الآب وفوق الكل، كانت له وحده لياقة طبيعية أن يجدد خلق كل شيء، وأن يحتمل بالنيابة عن الكل، وأن يكون شفيعًا عن الكل لدى الآب".
"كانضروريًا ألا يتجسد أحد سوى الله الكلمة نفسه،" لأنه لاق بذاك الذي من أجله الكل، وبه الكل، وهو آت بأبناء كثيرين إلى المجد أن يجعل رئيس خلاصهم كاملًا بالآلام" (عب 2: 10) ويقصدبهذه الكلمات أنه لم يكن اختصاص أحد آخر أن يرد البشر عن الذي قد بدأ سوى كلمة الله الذي هو أيضًا صنعهم من البدء... لأنه بذبيحة جسده وضع نهاية للحكم الذي كان ضدنا].
ماذا يعني: "يقففي الثغر أمامي على الأرض" [30]؟
لقد وقف ابن الإنسان، كلمة الله المتجسد في الثغر، أي في الهوة التي بين الآب والبشر لكي يتمم المصالحة بينهم (1 تي 2: 5) ونحنأيضًا إذ ننعم بالمصالحة مع الله نشتهي أن نقف في الثغر لنعمل ونصلي من أجل كل خاطئ، كي يلتقي بمخلصه، ويختبر ذات المصالحة التي صارت لنا. ليكن كل واحد منا هو الرجل الذي يقف في الثغر أمام الله يشفع ويبذل كل الجهد مشتهيًا خلاص كل إنسان. وكما يقول الرسول بولس: "إذًا نسعي كسفراء عن المسيح كأن الله يعظ بنا. نطلب عن المسيح: تصالحوا مع الله (2 كو 5: 20).
يؤكد هنا أيضًا أهمية الصلاة والشفاعة في الآخرين، فإنه إذ لم يجد الله من يشفع عن شعبه حلّ الخراب بالشعب. لقد خلص لوطًا من النار المهلكة بسبب صلاة إبراهيم (تك 19)،وخلص إسرائيل من الدمار بصلاة موسى النبي (عد 14: 11-21)،وأُنقذتأورشليم من يد سنحاريب بصلاة حزقيا الملك (إش 37: 1-7، 34-36).
من وحي حزقيال 22

من يقف في الثغر؟

*أورشليميالداخليةصارت زغلًا،
فلماذا ألوم النار التي أهلكتها؟!
قلبي الظالم صار سافكًا لدماء المساكين،
وأفكاري الدنسة نجست هيكل الرب في داخلي،
صارت هناك هوة بيني وبينك يا الله!
من ينزع هذه الهوة؟!
من يقف في الثغر أمامك يشفع فيّ أنا أول الخطاة؟!
من يسدد ديني ويجدد طبيعتي فألتقي بك؟
*أشكركيا مخلصي، يا كلمة الله المتجسد،
أنت وحدك حملت خطاياي،
أنت وحدك ارتفعت على الصليب،
حولت أرضي إلى سماء!
قدمت لي روحك القدوس عاملًا فيّ،
ورفعت قلبي إلى حضن أبيك!
ماذا لك أيها الشفيع العجيب والفريد؟!
هب لي أن أحب الخطاة وأصلي لأجلهم وأُبذل حبًا فيهم!



رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
حزقيال النبي | بعد أن تمتع حزقيال النبي بالدخول إلى القدس
حزقيال النبي | تنبأ حزقيال النبي ضد سعير
حزقيال النبي | رأى حزقيال النبي المركبة النارية
حزقيال النبي لا يقول "مرثاة على رؤساء يهوذا"
هل راي حزقيال النبي كائنات فضائية ؟ حزقيال 1


الساعة الآن 10:09 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024