لم يولد يوشيا في بيت تقي، بل وجد نفسه في سنيه الأولى ابنًا لأب شرير هو آمون الملك. ومات أبوه مقتولاً بفتنة في المملكة (٢أخبار٣٣: ٢١-٢٥). ومرة أخرى وجد يوشيا نفسه صبيًا عمره ٨ سنوات يرِث عرشًا متهاويًا ومملكة ضعيفة، بل يحكم شعبًا شريرًا قد ابتعد عن الله، وكان شبح الدينونة الإلهية يلوح في الأفق. كان من الممكن أن يُصيبه كل هذا بالفشل فيبتعد عن الله سالكًا في شرور أبيه؛ لكنه - على العكس - اتجه للرب «رجع إلى الرب بكل قلبه وكل نفسه وكل قوته». وفى سن السادسة عشرة، السن الحرجة، ابتدأ يطلب إله داود أبيه. لقد رغب في التعرّف بالرب شخصيًا، فطلبه من قلبه «اطلبوا الرب مادام يوجد ادعوه وهو قريب» (إشعياء٥٥: ٦). لم يكتفِ بما سمعه عن الرب لكنه أراد أن يتخذه إلهًا شخصيًا له.