رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
شهادة العامة الحائرين أما الشهادة الأخرى من أعداء المسيح فقد جاءت من العامة، فمرة قال المسيح لليهود غير المؤمنين به: «أَنَا مَعَكُمْ زَمَانًا يَسِيرًا بَعْدُ، ثُمَّ أَمْضِي إِلَى الَّذِي أَرْسَلَنِي. سَتَطْلُبُونَنِي وَلاَ تَجِدُونَنِي وَحَيْثُ أَكُونُ أَنَا لاَ تَقْدِرُونَ أَنْتُمْ أَنْ تَأْتُوا» (يوحنا٧: ٣٣، ٣٤). وكان المسيح يقصد بكلامه، أنه على اليهود أن يستغلوا فرصة وجوده معهم، لأنهم سيطلبونه فيما بعد كمخلص ولن يجدوه، ولا يستطيعون المجيء إليه، لأنهم غير مؤمنين بحقيقة شخصيته. ولكن ما لفت نظري هنا، هو رد فعل اليهود على المسيح بعد الكلام السابق قائلين: «إِلَى أَيْنَ هذَا مُزْمِعٌ أَنْ يَذْهَبَ حَتَّى لاَ نَجِدَهُ نَحْنُ؟ أَلَعَلَّهُ مُزْمِعٌ أَنْ يَذْهَبَ إِلَى شَتَاتِ الْيُونَانِيِّينَ وَيُعَلِّمَ الْيُونَانِيِّينَ؟» (يوحنا٧: ٣٥). فاليونانيون كانوا معروفين أنهم منبر الثقافة ومنبع الفلسفة ومُلتقى العلماء، واليهود ظنوا أن المسيح بكلامه العميق لهم، بأنه ضاق ذرعًا بعدم فهمهم، وبأنه سيتركهم ويذهب إلى اليونانيين ليثقفهم في عقر دارهم، وهو كُفء لهذا الأمر، لأن قدراته التعليمية في نظر اليهود، أكبر بكثير من كونه مُعلِّم لليهود!! |
|