فى توقيته السلامة وفى العجلة الندامة

[walaa farouk]

كنت طفلاً حين كنت أعبر مع والدتى شارعاً كبيراً .
. وقرب الوصول ضِقت ببطء خطواتها،
فتركت يدها وأسرعت نحو الرصيف
، لتأتى دراجة مسرعة وتطيح بى لأمتار وأرتطم بالأرض
وسط آلام مبرحة ..
يومها شعرت بالندم .. فلو لم أتعجل الوصول، لوصلت دون ألم !

شعر موسى أن الله قد تأخر فى إنقاذ شعبه ..
فقرر أن ينصر شعبه بنفسه .. فقتل المصرى دون استشارة الله ..
ودفع الثمن أربعين عاماً من عمره هارباً وخائفاً ..
ثم دعاه الله لإنقاذ الشعب بخطة وخطوات مختلفة !

شعر إبراهيم بتأخر وعد الله، فقرر الإسراع فى تنفيذه
.. فتزوج بهاجر وأنجب منها إسماعيل.. ولأنه لم يكن ابن الموعد،
مرَّرَ حياته هو وسارة .. وظل هكذا حتى بعدما أنجبا اسحق !

كان الله سيبارك يعقوب بطريقته هو وفى توقيته هو .
. لكن يعقوب تعجل البركة فخدع أباه وسرق أخاه وتحايل على خاله .
. فدفع الثمن عشرين عاماً من عمره بعيداً عن بيت اسحق
ومحروماً من حنان رفقة وخائفاً من انتقام عيسو ..
ولو كان قد انتظر البركة من يد الله لتجنب سنيناً من الذل والعذاب ..

كان آدم وحواء يعيشان كأطفال أبرياء، لم يدركا حتى أنهما عريانان .
. لم يجد أباهما أن الوقت قد حان بعد لتنفتح أعينهما على المعرفة
.. وربما كان سيُعرِّفهما بكل شيئ فى الوقت المناسب
وبالتدريج الذى تقرره حكمته .. لكنهما تعجلا المعرفة
وقررا أن يقتنياها، حتى لو بعيداً عن الله ..
فكان الثمن باهظاً، طرد وشقاء وألم وموت لهما ولكل نسلهما ..

انتظر توقيت الله، ولا تحاول أن تسبقه ..
لا تترك يده حتى لو لبضعة سنتيمترات، فالشيطان ينتظرك هناك !
تذكر أن "العجلة من الشيطان" ..
فابقَ مع الله لتصل سالماً، حتى وإن طال الزمن ..
فأن تصل متأخراً، خير من أن تصل مبكراً ..
وتقضى فرق الوقت متألماً !
انتظره ..
ففى توقيته السلامة ..
وفى العجلة الندامة ..