![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() تفسير الأحجبة: لم يترك الرب الأحجبة غامضة بل قدم للبيت المتمرد [12] تفسيرها حتى لا يكون لهم عذر في اندفاعهم على الاتكال على فرعون مصر وجيوشه، وقد ركز في التفسير على خطورة كسر العهد ونقضه والحنث بالقسم حتى وإن كان مع ملك وثني، مما اضطر الرب نفسه إلى التدخل لتأديبهم بالهزيمة. لقد أكد أن الخراب لا يتم بقوة بشرية بل قام الله نفسه ضدهم لتأديبهم. إنه يؤكد: "فهل تنجح؟! هل يفلت فاعل هذا أو ينقض عهدا ويفلت؟! حي أنا يقول السيد الرب إن في موضع الملك الذي ملكه الذي ازدرى قسمه ونقض عهده فعنده في وسط بابل يموت. ولا بجيش عظيم وجمع غفير يعينه فرعون في الحرب بإقامة مترسة وببناء برج لقطع نفوس كثيرة. إذ ازدرى القسم لنقض العهد وهوذا قد أعطى يده وفعل هذا كله فلا يفلت. لأجل ذلك هكذا قال السيد الرب. حيّ أنا إن قسمي الذي ازدراه وعهدي الذي نقضه أردهما على رأسه، وأبسط شبكتي عليه فيؤخذ في شركي وآتي به إلى بابل وأحاكمه هناك على خيانته التي خانني بها، وكل هاربيه وكل جيوشه يسقطون بالسيف، والباقون يذرون في كل ريح فتعلمون أني أنا الرب تكلمت" [15-21]. هكذا اعتبر الله أن القسم قسمه هو، والحنث به إهانة له شخصيًا، فلا يقدر فرعون بكل جيوشه أن ينقذه من يد الرب ولا من يد نبوخذنصَّر، وأن الذي يصطاده في شبكته هو الرب، فيحمله إلى بابل ليموت هناك مقابل خيانته للعهد. سيسقط هو ومشيروه وجيشه بالسيف وبقية الشعب يُسبى، ويشتت في كل ريح! لهذا حذرنا السيد المسيح من القسم نهائيًا بقوله: "سمعتم أنه قيل للقدماء لا تحنث بل أوفِ للرب أقسامك. وأما أنا فأقول لكم لا تحلفوا البته، لا بالسماء لأنها كرسي الله، ولا بالأرض لأنها موطئ قدميه، ولا بأورشليم لأنها مدينة الملك العظيم، ولا تحلف برأسك لأنك لا تقدر أن تجعل شعرة واحدة بيضاء أو سوداء بل ليكن كلامكم نعم نعم لا لا، وما زاد على ذلك فهو من الشرير" (مت 5: 33-37). لقد حذر القديس يوحنا الذهبي الفم كثيرًا من استخدام القسم، فمن كلماته: [إني مستعد اليوم لا أن أظهر دمار بيت أو أثنين أو ثلاثة بسبب القسم بل دمار مدينة بأسرها وشعب محبوب من الله كان يتمتع دائمًا بالكثير من الرعاية الإلهية وجنس هرب من مخاطر كثيرة، أورشليم نفسها، مدينة الله، التي كان بها الهيكل المقدس وكل الخدمة الإلهية، التي وجد فيها الأنبياء ونعمة الروح والتابوت ولوحا العهد والإناء الذهبي، والتي كانت الملائكة كثيرًا ما تفتقدها... قد هلكت فقط بسبب قسم ]. [ليس القسم هو الذي يجعل الإنسان موضع ثقة، إنما شهادة حياته واستقامة كلماته وحسن صيته. كثيرون يفتحون حناجرهم بالقسم ومع ذلك لا يقدرون أن يقنعوا أحدًا بالثقة فيهم، وآخرون مجرد يعبرون عن قبولهم الشيء يكونون مستحقين التصديق أكثر من الذين يقسمون كثيرًا]. [حقا أن متاعب القسم عظيمة للغاية... إذ نعرف ذلك فلنتجنب القسم، وليمارس فمنا على الدوام القول "صدقني" فيصير هذا ينبوعًا لكل سلوك ورع. فإنه إذ يتدرب اللسان على استخدام هذا التعبير وحده يصير في حياء ويخجل من أن ينطق بكلمات شريرة ورديئة ]. [عندما نمتنع عن القسم نهائيًا نغلق أمام (الشيطان) المدخل تمامًا، فإذا نطقنا بقسم واحد نقدم له فرصة ليسبب لنا مضارًا بلا نهاية]. ويطالبنا القديس يوحنا الذهبي الفم ليس فقط ألا نقسم بل ولا نطالب الآخرين أن يقسموا، إذ يقول: [أسألك، هل أنت في شك بخصوص أمور مالية، فتقتل نفس (أخيك بطلبه أن يقسم)...؟! إن كنت تعتقد أنه صادق فلا تلزمه أن يقسم، وإن كنت تعرف أنه كاذب فلا تجبره على ارتكاب القسم كذبًا]. |
![]() |
|